رؤى جديدة لتأهيل موارد بشرية كفوءة لتشغيل القطاع السياحي

ثورة أون لاين – محمود ديبو :

يواجه القطاع السياحي في هذه المرحلة واحداً من أبرز التحديات والمتمثل بحاجته لليد العاملة الخبيرة والممتلكة لمهارات تقديم الخدمات السياحية في المنشآت على تنوعها، وذلك في ضوء التطورات الكبيرة التي طرأت على جودة ونوعية الخدمات السياحية في أسواق السياحة العالمية وذلك بالتزامن مع رغبات الزبائن ومتطلباتهم..
ويشير المهندس أيهم حجازي عضو مجلس إدارة هيئة التدريب السياحي والفندقي إلى أن السنوات السابقة كانت تفتقر إلى وجود خطط وبرامج عملية في مجال التدريب والتأهيل السياحي والفندقي، تساهم في رفد سوق العمل بالخبرات المطلوبة، إلى جانب أن الصعوبة كانت تكمن في عدم اقتناع الطلاب بدراسة السياحة في المدارس المهنية والمعاهد التقانية وغيرها من المراكز الخاصة، الأمر الذي ساهم في خلق فجوة معرفية مهنية في الخدمات السياحية المقدمة بالمنشآت، حيث كان من المفروض أن يتم التسويق والتعريف بالتدريب السياحي ونشر التوعية لدى الكثير من المجتمعات التي كانت لا ترغب بتدريس أبنائها في هذا المجال..
كذلك كان هناك مشكلة في توافر المدربين أو المدرسين الممتلكين للخبرات والمهارات الفنية والعملية والمعرفية النظرية وهذا ساهم أيضاً في حدوث نقص في تمكين الطلاب والطالبات من امتلاك الخبرات اللازمة، إضافة إلى المناهج ووسائل التدريب والتأهيل التي كانت في إطارها التقليدي..
ولفت حجازي إلى ضرورة تخطي هذا الواقع عبر جملة من الخطوات العملية للنهوض بقطاع التدريب والتأهيل السياحي والفندقي، بحيث لا يبقى هذه المجال غامضاً ولا يلقى الاهتمام من قبل شريحة واسعة من أفراد المجتمع مؤكداً في هذا على ضرورة أن تبدأ التوعية من المراحل التعليمية الأولى في المدارس من خلال نشر ثقافة سياحية تربط ما بين الأهمية التاريخية والحضارية للمواقع الأثرية والمواقع السياحية، وما بين الأهمية الاقتصادية لها من خلال التركيز على ما يمكن أن يؤمنه النشاط السياحي من موارد مالية كبيرة تدعم الخزينة العامة للدولة وتؤمن دخلاً جيداً للمشتغلين بهذا القطاع..
رئيسة جميعة السياحة المستدامة السيدة ديما عقاد عضو مجلس إدارة اتحاد غرف السياحة رأت أن هناك دورا مهما للقطاع الأهلي في المساهمة بتمكين الموارد البشرية وتدريبها في القطاع السياحي من خلال إقامة الدورات التدريبية والتوجه نحو الأفكار الجديدة واعتماد سبل متطورة في هذا المجال، مشيرة إلى أن الموارد البشرية هي ركن أساسي لتطوير أي صناعة كانت، والسياحة هي واحدة من الصناعات التي تعتمد بشكل رئيسي على الموارد البشرية المؤهلة والمدربة، وكلما ارتفع مستوى مهارات اليد العاملة كان لهذا أثر إيجابي كبير على جودة الخدمات السياحية وبالتالي على زيادة إقبال السياح والزوار إلى المنشآت، مبينة في هذا أن القطاع الأهلي هو شريك أساسي مع القطاع العام في تنفيذ سياسات تدريبية مجدية بالنظر إلى ما يمتلكه هذا القطاع من مرونة وميزات وقدرات تساعده في أن يكون فاعلاً وداعماً للعملية التدريبية، مشيرة في هذا إلى تجربة جمعية السياحة المستدامة التي بدأت بتقييم واقع السياحة من مختلف جوانبه، وخلال سنوات الحرب على سورية تم إعادة ترتيب الأولويات وجرى العمل على تغيير الفكرة السائدة حول العمل في القطاع السياحي لدى المجتمعات، وتم اعتماد مبدأ (تدريب مجد وفعال نحو سياحة تستمر وتتطور) مع تأمين متطلبات تطوير التدريب من خلال بناء شراكات مع جهات داعمة وتوفير الأدوات اللازمة لتنفيذ العملية التدريبية بالاعتماد على كوادر تدريبية متخصصة وذات كفاءة عالية في التدريب والتأهيل في مجال الخدمات السياحية المتنوعة..
وبالتوازي مع ذلك جرى تقييم واقع المناهج الدراسية والتدريبية وتم وضع مشروع لتطوير المناهج المهنية الفندقية في سورية بالتعاون مع مؤسسات تدريب عربية وأجنبية ذات خبرة عالية في هذا المجال لتأمين المعلومات المطورة والمواكبة لما هو مستجد في مجال الخدمة السياحية، وحالياً يجري العمل على وضع مناهج متطورة وحديثة تعتمد الآلية التفاعلية في التدريب سيكون لها دور كبير في رفع سوية الموارد البشرية المحلية وتخريج كوادر ذات كفاءات عالية وحديثة، داعية إلى أهمية تطوير البنية التحتية في المدارس الفندقية والربط بين التعليم والتدريب في القطاع السياحي وسوق العمل، فالشعار الأهم هنا هو (فكر تنموي اليوم سيؤدي إلى أثر مستدام غداً).
وحول تجربة وزارة السياحة في هذا المجال تحدث ياسر قصار المدرس في معهد دمر للتدريب السياحي والفندقي عن أول تجربة تم القيام بها بدأت عام 2003 عندما تم اختيار فريق عمل من العاملين في الوزارة وتلقوا تدريباً عالي المستوى بالتعاون مع هيئة التدريب البريطانية (edexcel) تم خلاله اكتساب مهارات عالية متطورة وحديثة، وبدأ هذا الفريق بتطبيق ما تعلمه من مهارات وخبرات وتعليمه و إيصاله إلى طلاب معهد دمر وإحداث أول دبلوم ضيافة في المعهد للطلاب الأوائل ووفق معايير محددة وجرت عملية التدريس في معظمها باللغة الانكليزية وهذا شكل واحدة من الخطوات المهمة في التركيز على اللغات الأجنبية لكون العمل في القطاع السياحي يتطلب هذا بشكل ضروري، كما جرى الانتباه إلى تلبية حاجة سوق العمل السياحي من اختصاص إدارة منشآت سياحية، وهذا الأمر لم يكن يحظى بالاهتمام.

وعلى مستوى التدريب أقيمت عدة دورات بدءاً من العام 2005 كانت تعتمد على الأسلوب التفاعلي البصري وكانت الشريحة المستهدفة هم طلاب المدارس المهنية والمعاهد التقانية وموظفو الفنادق وطلاب كلية السياحة وغيرهم من الباحثين عن فرصة عمل في القطاع السياحي..
كذلك كان هناك نقص في المراجع والمصادر العلمية ولم يكن لدينا مكتبة للقراءة وإنما كانت مكتبة للإعارة، ولذلك جرى الاهتمام بهذا الجانب وتم وضع معاجم للمصطلحات السياحية والفندقية وحالياً هناك 5 آلاف كلمة متخصصة تم تثبيتها وتصنيفها.

 

آخر الأخبار
"لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها