ثورة أون لاين:
لا يحتاج الأمر إلى تقارير إعلامية من موقع انترناشونال بزنس تايمز الإخباري ولا من غيره كي يعرف الجميع من يقف وراء حرائق القمح في سورية .؟
ثمة تاريخ للولايات المتحدة الأميركية، ووقائع من كل أصقاع العالم هي التي تدلل بوضوح على كل فعل ولمن ينسب.
ساذج من ينتظر أحد ليقول له أن الحرائق التي تتعرض لها حقول القمح في منطقة الجزيرة السورية مؤخراً تقوم بها وتنفذها قوات الاحتلال الأميركية وبأوامر مباشرة من الرئيس دونالد ترامب.
السذاجة نوعان .. طبيعية على قياس وعي وثقافة الشخص .. ومصطنعة بحجم الأهداف التي تختفي وراء هذه السذاجة، لكن دعونا نمشي مع كل الأنواع التي تتقمص كل الأدوار، وحتى مع إدارة ترامب التي تقوم بتسييس واستهداف حتى الهواء لتحقيق أهدافها العدوانية.
نسأل مع كل من يريد أن يفهم كل ما يحدث:
لماذا تقف أميركا وراء حرائق القمح .؟ وماذا تريد من ذلك .؟
عندما تفشل الولايات المتحدة بتشديد إجراءاتها القسرية من حصار وعقوبات ضد الشعب السوري .. وعندما تستمر في سرقة النفط عبر أدواتها الانفصالية…
وعندما تهدد الفلاحين والمزارعين بحرق منازلهم ومحاصيلهم إذا باعوا إنتاجهم لدولتهم …
وعندما تقطع الإدارة الأميركية الغذاء والدواء عن الشعب السوري والضغط عليه ولا سيما في زمن انتشار وباء كورونا…
وعندما تقوم قوات الاحتلال الأميركية بإنشاء قواعد عسكرية غير شرعية في مناطق عدة في الجزيرة السورية و تدعمها بالأسلحة والمعدات اللوجستية عبر معابر غير شرعية لمحاولة تثبيت وجودها ….
وعندما تتناغم وتتزامن الأعمال الإجرامية بين مخططات التخريب والتدمير التي أعدتها الادارة الأميركية مع مخططات نظام أردوغان ومرتزقته الإرهابيين …
عندما تقوم بكل ذلك وأكثر منه بكثير فمن الطبيعي أن تفكر الإدارة الأميركية باستخدام أدواتها المرتهنة للضغط على المنتجين لاحتكار القمح، وعندما يكون رد الفلاحين بالرفض وعدم القبول ببيع إنتاجهم لأي جهة غير الدولة السورية تهددهم بحرق المحاصيل سواء عبر المرتزقة الذين يشعلون الحقول في وضح النهار أم من خلال الطائرات التي تلقي البالونات الحارقة على الأراضي المزروعة بالقمح.
إنها الحرب العدوانية على سورية.. تتجدد بأشكال مختلفة كلما فشلت إدارة الحرب في تحقيق أهدافها العدوانية .. واليوم نلاحظ أن ترامب وإدارته يعلنون الحرب على القمح، وهم يفعلون ذلك بعد أن أثبتت وقائع العمل في القطاع الزراعي منذ بدء الحرب العدوانية الظالمة على سورية حقيقة أن سورية تحقق أمنها الغذائي بفضل سياستها الحكيمة .. يفعلون ذلك ظناً منهم أنه عندما تفقد الدولة السورية سلتها الغذائية، وعندما تخسر النفط والغاز والزراعة ربما تتحقق أهداف الحرب التي فشلت في تحقيقها عبر القتل والتدمير والتهجير وسرقة المنشآت الصناعية، لكن الشعب السوري تمكن من التغلب على الصعاب واستطاع أن يجعل الحياة مستمرة بالإرادة الصلبة، وتسلح بثقته وإيمانه العميق بحتمية الانتصار وعودة الخير إلى سورية كما كانت دائماً، مستمداً العزيمة والقوة من انتصارات رجال الشمس أبطال الجيش العربي السوري، وهي الإرادة نفسها التي يتسلح بها الفلاح السوري اليوم الذي لن يؤثر عليه الغربال الذي صنعه ترامب من البالونات الحارقة كي تتساقط منه حبات القمح السوري.
الكنز- يونس خلف