ثورة أون لاين-آنا عزيز خضر:
ﻻ بد للغةِ الفن من أن تطلعنا على الوجه الآخر للحياة، ولغة المبدع هي من يفرض ذلك، وخصوصاً أننا نعيش في ظروف، نحن فيها بأمس الحاجة إلى التعمق في ذلك الوجه الجميل، وإلا سنفتقد القدرة على تعاملنا مع الحياة بالشكل الأمثل.
إنها لحظة امتحان تتطلّب حشد المقدرات الإنسانية، كي تمتلك إمكانية تحدي ألم كبير، لم يسلم منه إنسان سوري أثناء الحرب التي دمرت وقتلت، بطريقةٍ لم يشبع فيها نهمها رغم كل الكوارث التي سبّبتها.
إذاً، ﻻ بد من التحدي، ولا بد من حضور الإرادة الإنسانية في وجه كل ذلك.. هذه الملامح التي تلخص قدرة الإنسان وجبروته أمام الصعاب التي تعترضه، حضرت عبر فيلم “في أمل” الذي هو سيناريو وإخراج “مالك قرقوط”.. الفيلم الذي حمل دعوة إلى التحدي والتمسك بالأمل والحياة بشكلها الأجمل، مهما عظمت المصائب.
هذا الفيلم، هو واحد من عشرات الأفلام القصيرة التي تؤكد على أهمية التمسك بالأمل طريقاً إلى الحياة بوجهها الأفضل، فلا يخلو فيلماً سورياً تحدث عن الحرب والأزمة، من جعل الأمل نقطة مضيئة في عالمه وتفاصيله، مبلوراً مسؤولية الفن تجاه قضايا المجتمع، وراسماً منهجية تؤسس للممانعة ولإمكانية تحدي كل الصعوبات التي تضعف الإنسان، وفي الفيلم الأخير “رحلة يوسف” الذي تجري التحضيرات لعملياته الفنية، والذي هو من سيناريو واخراج “جود سعيد” الكثير ما يدعو إلى الأمل والتمسك بالحياة والتفاؤل، ومقولة مبدع أحد تلك الأفلام تلخص أهمية حضور الأمل في حياة الناس، وهو ما قال المخرج الفنان “مالك قرقوط” عنه ولدى سؤاله عن فيلم “في أمل”:
“الحرب التي طحنت الأبرياء، وأفقدتنا الكثير ممن نحبهم، بل وأعز ما نملك، كانت المحور الأساسي في الفيلم. رغم ذلك، كان هناك صمتا أنيق في الفيلم، وهو صمتٌ ﻻيسمح لنا بالبوح مهما كان الألم كبيراً، فعلينا أن نبتسم على كل حال، فالحزن لن يرحل إن أحسنا ضيافته..
لقد عمل الفيلم بأحداثه ومحاوره وصيرورة مراحله، على التمسك بالأمل فهو الوحيد القادر على مساعدة الإنسان لتجاوز المحن..