غنوة فضة بين الرواية والقصة

ثورة أون لاين:

يظهر في النتاجات الأدبية للكاتبة الشابة غنوة فضة تأثرها المباشر ببيئتها المحيطة فضلا عن اطلاعها على علم النفس والتربية والبرمجة العصبية اللغوية حيث تحاول أن يكون ما تكتبه في الرواية والقصة وسيلة للهروب من واقع تراه مريرا.
وفي حوارات معها ذكرت غنوة أن القراءة كانت طريقها لتعلم الحياة الأدبية ومنها وصلت إلى الكتابة والتي أصبحت بنظرها طريقة للعيش بشكل آخر وانقلاباً على ذاتها في سبيل الكشف عن كل مظلم ومريب وقاتم في البيئة المحيطة.
وتؤكد غنوة ضرورة ارتباط الأدب بالواقع حيث تقول: “كل رواية لا تعكس الواقع أو لا تعرض بوظيفتها التخيلية واقعاً يؤدي وظيفتها التنويرية تكون ميتة في مهدها فالأدب الخلبي لا حياة له وسرعان ما يخفت بريقه ويتلاشى” معتبرة أن الرواية ذات الأسس الحقيقية دورها في الحياة لا يموت بل يستمر من خلال الوعي بتاريخها وتجددها.
ولا تجد غنوة في ما تكتبه أنه يندرج تحت خانة مصطلح الأدب النسوي بل إضاءة على جانب بات مغيباً عن صورة المرأة العربية والسورية بشكل خاص ولاسيما ما يروج له اليوم والنظر إليها كسلعة وإهمال دورها التاريخي في تعميم الحكمة وتهذيب الخلق ورفع سوية الذائقة الجمالية.
وردا على سؤال حول دور المثقفين في المرحلة الراهنة تدعو غنوة إلى ضرورة أن يعمل كل مثقف على تقييم نتاجه وأدائه الثقافي محذرة من الصورة المكرسة عن حال بعض المثقفين العرب من فقدان المصداقية وانخفاض في معدلات القراءة والإقبال على اقتناء الكتاب بدلا من فضح زيف كل ما لا يسير في خط التنوير ورفع الوعي وتفنيد الجهل بصوره كافة.
اما رواية قمر موسى فهي كما يقول عنها الناقد محمد خالد الخضر : باكورة إصدارات الكاتبة الشابة غنوة فضة التي اشتغلت على إعطاء شخصية المرأة بعدا ثقافيا واجتماعيا فكانت البطلة “قمر” امرأة واعية ومثقفة وملمة بالثقافات العربية والأجنبية ما جعلها تتحرك اجتماعيا لتؤدي دورا اصلاحيا وفكريا واعيا توحد فيه بين عوالم الإنسان حتى لا يكون هناك فرد بلا قيمة في حدود الوطن الذي أرادت أن تعمه المحبة والألفة.
في الرواية لم تهتم المرأة إلا بشخصية الرجل الثقافية فأحبت البطلة قمر ذلك الفنان التشكيلي موسى الذي كان مقعدا ومنعزلا في بيته فمارست دورها كمثقفة وأخرجته من عزلته وذهبت به إلى البحر ليشعر بالانعتاق والتحرر وقامت بالوقوف إلى جانبه لنشر فنه ورسمه ورؤاه.
وحاربت الرواية أيضا الاستكانة والاستسلام للفقر وجعلت من الإرادة قوة ظلت في بنية الحدث الشائق إلى أن حققت رغبتها في طرح فكرتها بشكل علمي منهجي لإقناع المتلقي.
وعندما اضطرت الحالة الاجتماعية البطل الثاني في الرواية وهو الفنان موسى ليسافر إلى أخيه خارج البلاد مرت قمر بحالة نفسية ثم وقعت ضحية حادث سير وأصيبت بنفس الحالة التي أصيب بها موسى ثم ظلت محافظة على العهد راضية بما أصابها.
أحداث الرواية المتحولة خلف الحدث الرئيسي أتت بموسى من الغربة فعاد سليما معافى ممتشق القامة ليؤدي الدور ذاته الذي قامت به قمر ويحملها بين ذراعيه رغم عجزها ويخرج بها إلى البحر حيث أخذته قبل ذلك إليه.
الرواية الصادرة عن دار الغانم للثقافة وتقع 182 صفحة من القطع المتوسط جاءت متماسكة في بنيانها فظل الحدث قويا والعبارة رشيقة والموضوع متوازنا إلى آخر الرواية والعاطفة الحزينة تابعت تداعياتها إلى أن فرجت في النهاية إضافة إلى ثقافة أدبية اتسمت بها لغة المؤلفة على لسان بطلة الرواية قمر.

آخر الأخبار
صندوق التنمية.. أفق جديد لبناء الإنسان والمكان "صندوق التنمية السوري"..  أمل يتجدد المجتمع المحلي في ازرع يقدم  350 مليون ليرة  لـ "أبشري حوران" صندوق التنمية يوحد المشاريع الصغيرة والكبيرة في ختام المعرض.. أجنحة توثق المشاركة وفرص عمل للشباب مدينة ألعاب الأطفال.. جو مفعم بالسعادة والرضا في المعرض في "دمشق الدولي".. منصات مجتمعية تنير التنمية وتمكن المجتمع كيف يستخدم شي جين بينغ العرض العسكري لتعزيز موقع الصين ؟ من بوابة السيطرة على البحار.. تركيا تصنّع حاملة طائرات تتجاوز "شارل ديغول" التداول المزدوج للعملة.. فرصة لإعادة الثقة أم بوابة للمضاربات؟! مواطنون من ريف دمشق: صندوق التنمية سيكون سيادياً سورياً الوزراء العرب في القاهرة: فلسطين أولاً.. واستقرار سوريا ضرورة استراتيجية عربية أهالٍ من درعا: إطلاق "صندوق التنمية السوري"  فرصة لإعادة الإعمار "صندوق التنمية السوري".. خطوة نحو الاستقرار الاقتصادي والسياسي الأمم المتحدة تؤكد أن لا حل في المنطقة إلا بقيام دولة فلسطينية "التقانة الحيوية".. من المختبر إلى الحياة في "دمشق الدولي" تقنية سورية تفضح ما لا يُرى في الغذاء والدواء انعكاس إلغاء قانون قيصر على التحولات السياسية والحقائق على الأرض في سوريا حاكم "المركزي": دعم صندوق التنمية السوري معرض دمشق الدولي.. آفاق جديدة للمصدّرين