ثورة أون لاين- لميس علي:
بعد عرض حلقاته التي وصل مجموعها إلى (33) حلقة يختم مسلسل “مقابلة مع السيد آدم” الجزء الأول بتقديم ملخص لما ستكون عليه أحداث جزئه الثاني..
ولا نعلم إن أدّى ذلك غايته من تصعيد حالة التشويق “المفترض” لدى المتلقي أم أنه حرق عنصر المفاجأة المطلوب بنسبة لابأس بها..؟
ولعل لجوء هذا العمل لطابع التشويق البوليسي يشفع له بشكل ما، لاسيما بعد نسب المشاهدة المرتفعة التي تمكن من تحقيقها، بمتابعة حصده مزيداً من نجاحٍ يتأمّله.
وكأننا أصبحنا في الموسم الدرامي المنصرم أمام حالة جديدة من لجوء نسبة لا بأس بها من الأعمال إلى تقديم جزء ثانٍ لحكايتها..
لكن.. هل يستحق بعضها فعلياً لجزء ثانٍ لاسيما حين يكون أساس الحكاية هشّاً وسطحياً..؟!
إذا كان عمل مثل مسلسل “سوق الحرير” استهلك ثلاثين حلقةً دون أن يكون قادراً على إعطاء “بذرة” أحداث مهمة أو قادرة على جذب المتلقي فما مبرر تقديم جزء ثانٍ منه..؟
ما الذي يبرر العمل على إنتاجات تتلعثم في تقديم رسالتها وتغرق في سطحية نصوصها.. هذا إن كانت ثمة رسالة واضحة تسعى إليها..؟
بالإضافة إلى ظاهرة الأجزاء التي تكررت في أربعة أعمال، يبدو من أهم سمات الموسم الدرامي المنصرم عدم القدرة على إظهار أو تكريس موهبة تمثيلية حقيقية أو تظهير ألمعية اي من نجومنا الكبار إلا في حالات قليلة كما في حالة الفنان غسان مسعود في “مقابلة مع السيد آدم”
لم يعلّم أداء أي ممثل في ذاكرة مطلق مشاهد كما أداء فادي صبيح في الأعوام السابقة في شخصيته في عمل “فوضى” او أدائه شخصية “أبو العزم” أو خالد القيش في “المقدّم عصام”.
لم نرَ شبيهاً لحضور “هيا مرعشلي” في العام الماضي إن كان في “مسافه امان” او “عندما تشيخ الذئاب”.. وبقيت التماعات نجومنا مقتصرة هذا العام على حضورهم في إعلانات تجارية حاولت رفع سوية المادة الدعائية في تلفزيوناتنا المحلية.. ولهذا شاهدنا أن حضور نجوم مثل: عبد المنعم عمايري، فايز قزق، شكران مرتجى، وأيمن زيدان في إعلان سابق ل( بن حسيب)، علّم أكثر من بطولات درامية عديدة.. لا يعني ذلك جودة الإعلان ولا المادة موضوع الإعلان.. فإن كان ثمة نوع من مقارنة بين حضور مصطفى المصطفى، الذي أدّى غايته في إعلان (دارنيتو) وهو يقول طبيعي، أكثر بدرجات من الحضور الباهت لنجمين يُعتبران من نجوم الصف الأول في الدراما المحلية مثل سلوم حداد وبسام كوسا في “سوق الحرير”.
في لقاء بُث مؤخراً مع الفنان غسان مسعود وضمن جزئية الحديث عن فن السينما، ذكر الفنان العالمي أنه ليست لدينا تقاليد فن، وفق قوله، نحن محدثو فن..
المشكلة أن ينسحب ذلك ليشتمل مختلف أنواع الفن ومنها الدراما التلفزيونية.. ويبدو أن محصّلة ما قُدّم في الموسم الأحدث لا يبتعد كثيراً عن تلك الحقيقة.