ثورة أون لاين: هاجم المتظاهرون في الولايات المتحدة عدداً من المعالم الكونفدرالية وتماثيل رموز العنصرية في الولايات الجنوبية والمثيرة للجدل على مر السنين بسبب صلاتها بتأصل فكر العبودية والعنصرية في الولايات المتحدة تجاه السكان الأصليين والأمريكيين من أصول إفريقية.
ووفقا لما نشرته صحيفة “أوكسفورد إيغل” الأمريكية فقد هاجم المتظاهرون تماثيل للجنرال روبرت لي وستونوول جاكسون وجيفرسون ديفيس والجنرال جي إي بي حيث كتب المتظاهرون صرخاتهم في وجه العنصرية التي أودت مؤخرا بحياة الأمريكي من أصول افريقية جورج فلويد.
وفي برمنغهام بولاية ألاباما استخدم المتظاهرون الحبال وشاحنة لسحب تمثال الفنلندي تشارلز لين من قاعدته البحرية وهو كان قبطانا في البحرية الكونفدرالية وأحد مؤسسي برمنغهام.
كما هاجم المتظاهرون بعض المعالم في ميسيسيبي ونورث ساوث كارولينا وتينيسي حيث تم إشعال النار في مقر منظمة بنات الاتحاد وهي منظمة ساعدت في إقامة العديد من القوانين الكونفدرالية وكتب المتظاهرون عبارات عن الإبادة الجماعية على نصب الكونفدرالية في حرم جامعة ميسيسيبي.
وتعيد عمليات استهداف هذه النصب والتماثيل ما شهدته مدينة شارلوتسفيل بولاية فرجينيا في آب من العام 2017 بسبب الجدل حول تماثيل الكونفدرالية مع مطالبة كثيرين بإزالتها لأنها “تذكر بالعبودية والعنصرية” وتأكيد آخرين أن تاريخ البلاد لا ينبغي محوه وتخللها أعمال أدت إلى مقتل امرأة وإصابة 19 شخصا.
ويربط كثيرون في الولايات المتحدة بين الكونفدرالية والحرب الأهلية 1861-1865 حين حاولت الولايات الجنوبية الانفصال عن الولايات المتحدة لسببين رئيسيين هما العبودية وحقوق الولايات.
واعتمد اقتصاد الجنوب في الولايات المتحدة على عمالة العبيد فخلق وصول أبراهام لينكولن إلى البيت الأبيض في آذار1861 بالإضافة إلى وجود تحركات في الكونغرس لوقف انتشار العبودية أزمة للولايات الجنوبية.
ويوجد حوالي 13 ألف تمثال ورمز كونفدرالي في الولايات المتحدة بينها 10 على الأقل داخل مبنى الكونغرس في واشنطن.
ويعتبر الرئيس دونالد ترامب من أبرز المدافعين عن رموز مرحلة العبودية والعنصرية في الولايات المتحدة ورفض مرارا الدعوات التي وجهها عدد من النواب الديمقراطيين وأبرزهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لإزالة هذه الرموز من شوارع والأبنية الحكومية وقال على تويتر:”محزن أن نرى تاريخ وثقافة بلدنا العظيم يمزقان عبر سحب تماثيلنا ونصبنا الرائعة.. لا يمكن تغيير التاريخ لكن نستطيع التعلم منه”.
وتتواصل لليوم الثامن على التوالي الاحتجاجات في الولايات المتحدة تنديداً بعنصرية الشرطة الأمريكية وعنفها خصوصا ضد المواطنين الأمريكيين من أصول إفريقية وجاءت تغريدات ترامب وتهديداته بقمعها لتوسع رقعة هذه الاحتجاجات لتشمل غاليية المدن والولايات الأمريكية.