ترامب يبحث عن” كبش فداء” بعد فشله في مواجهة كورونا!!

ثورة أون لاين – ترجمة ميساء وسوف:
عندما بدأ وباء كوفيد-19 في الانتشار في جميع أنحاء العالم في عام 2020، وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته أصابع الاتهام إلى الصين، متهماً إياها بأنها مسؤولة عن انتشار الفيروس، كان ترامب جريئاً وعنصرياً بما يكفي ليصف كوفيد-19 بأنه “الفيروس الصيني” وتجاهل الانتقادات حول مدى شوفينيته وتعصبه الأعمى في مواقفه.
لقد أصبح وصم الآخرين بصفات متطرفة توجهاً مستمراً للبيت الأبيض، وشمل هذا التطرف والعنصرية حتى المواطنين الأميركيين أنفسهم، إذ وفي هذا السياق وحسب آراء ترامب وإدارته، تشترك الصين في صفة واحدة حتى مع مواطني أميركا فكلاهما تم تقديمهما ليكونا “كبش فداء”، و لا ننسى بالطبع منظمة الصحة العالمية والمنظمات والبلدان الأخرى التي تم التضحية بهم أيضاً من قبل ترامب وإدارته.
فحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن ميل ترامب لإلقاء اللّوم على الآخرين عن أخطائه، ورفضه مشاركة المسرح العالمي بأدب بالتوازي مع الدول الكبرى الأخرى، وانغماسه في المصلحة الذاتية العمياء، وازدرائه المطلق للعلم، كل هذه الأمور تلخّص الجوانب المثيرة للشك في أسلوب قيادة ترامب.
أما أدنى مستوى وصل إليه ترامب مؤخراً فهو ما يتعلق بهجومه على رجل مسنّ أصيب بضربة خطيرة في الرأس أدت إلى دخوله العناية المركزة في المشفى بعد أن دفعته الشرطة إلى الأرض في احتجاج في بوفالو، فغرّد ترامب معلقاً على الحادثة مؤكداً نظرية المؤامرة اليمينية ومفادها أن الرجل المسن البالغ من العمر 75 عاماً، “يمكن أن يكون تمّ تحريضه من قبل جماعة ANTIFA”.
ففي الوقت الذي يتهم فيه ترامب الصين بالوقوف وراء تفشي كوفيد-19 ويلقي اللوم على الآخرين في محاولة للهروب من تحمل أي مسؤولية، كانت جميع البلدان الأخرى تحاول التعاون لمواجهة الوباء، أما الولايات المتحدة فكانت تدفع الاتهامات هنا وهناك واستمرت بتسيير رحلات الترحيل في الوقت الذي كانت فيه المطارات العالمية أشبه بمدن الأشباح، حتى أنها تجرأت على اختطاف رحلة مساعدة لمعدات طبية لمواجهة كوفيد-19 ما أدى إلى توجيه انتقادات قاسية لها من معظم دول العالم.
وفي الوقت الذي بقي فيه أكثر من 200 مليون أميركي في منازلهم وفقاً للتعليمات، وكانت الرحلات فارغة تقريباً هذا إذا لم يتم إيقافها، فإن رحلات الترحيل الأميركية كانت مستمرة حسب تقرير CNN، وقد أعربت المنظمات في غواتيمالا عن مخاوفها من إمكانية تصدير فيروسات تاجية من الولايات المتحدة إلى أميركا الوسطى وغواتيمالا.
وحسب الموقع الإلكتروني لإدارة الهجرة والجمارك الأميركية فإن “أي محتجز تبلغ درجة حرارته 100.4 فهرنهايت أو أعلى سيتم إحالته على الفور إلى جهة طبية لتلقي المزيد من المراقبة”.
رغم أن فحوصات درجة الحرارة ليست مؤشراً كافياً لمعرفة ما إذا كان الشخص يحمل الفيروس أم لا، فقد تم ترحيل رجل غواتيمالا من الولايات المتحدة رغم أن نتيجة الفحوصات كانت إيجابية بالنسبة للفيروس التاجي المستجد.
ووفقاً لمسؤولي الصحة والهجرة في غواتيمالا، فقد وصل الرجل إلى غواتيمالا في رحلة ترحيل من ميسا، أريزونا وكانت لا تظهر عليه أعراض المرض في ذلك الوقت، لكن الأعراض بدأت بالظهور عليه بعد يومين وكانت نتيجة الفحوصات ايجابية.
لقد ظل المدافعون عن حقوق الإنسان والمهاجرون يحذرون منذ أسابيع من رحلات الترحيل من الولايات المتحدة، حيث هناك أكبر عدد من حالات الإصابة بالفيروسات التاجية المعروفة، يمكنها أن تعجل بانتشار الفيروس في دول أخرى.
كما أفادت وكالة رويترز بأن نحو 24 مهاجراً تم ترحيلهم من الولايات المتحدة على متن رحلة جوية إلى كولومبيا، أثبتت إصابتهم بالفيروس التاجي منذ ذلك الحين، ما يزيد المخاوف من أن عمليات الترحيل الأميركية قد تنشر المرض في الكثير من البلدان الأخرى.
إن الرحلات الجوية لا تعرض الأشخاص للخطر بسبب إجراءات الترحيل فحسب، بل تهدد أيضاً بانتشار الفيروس التاجي في البلدان غير المجهزة للتعامل مع المرض، ورغم ذلك فقد صرّح مسؤولو الهجرة في الولايات المتحدة أن تنفيذ قوانين الهجرة يجب أن تستمر سواءً بوجود جائحة أم لا، كما هدد ترامب بفرض عقوبات على الدول التي ترفض قبول المهاجرين المُبعدين اليها.
ويحذر الخبراء في الوقت الحالي من أن الولايات المتحدة قد تقترب من ارتفاع مقلق في الإصابات بالفيروس التاجي بسبب الاحتجاجات الأخيرة على خلفية الجريمة العنصرية بقتل جورج فلويد في معظم المدن الأميركية، كما أن إعادة فتح الأعمال التجارية يعتبر فرصة كبيرة لعودة انتشار الفيروس القاتل بشكل كبير.
وكان ترامب قد أعلن في 25 شباط :”نحن قريبون جدًا من اللقاح”، وعندما تم سؤاله عن بيانات منظمة الصحة العالمية حول معدل وفيات الفيروس قال: “أعتقد أن ما يقولونه 3.4٪ هو في الحقيقة رقم زائف… أنا شخصياً أعتقد أن الرقم هو أقل من 1٪”!!.
وكان قد تم اتهام إدارة ترامب بالاستيلاء على شحنات أقنعة وإمدادات طبية إضافية عاجلة موجهة لدول أخرى، يأتي هذا في الوقت الذي قررت فيه دول مثل الصين أو حتى إيران الخاضعة للعقوبات إرسال مساعدات إلى دول أخرى، فقد أرسلت الصين على سبيل المثال طائرة محملة بالإمدادات الطبية، بما في ذلك الأقنعة وأجهزة التنفس إلى إيطاليا،الدولة الأوروبية، لمساعدتها على التعامل مع أزمة فيروس كورونا المتنامية في منتصف شهر آذار.
بينما كان ترامب قد دعا DPA لمنع تصدير المعدات الطبية الحرجة اللازمة لمكافحة تفشي الفيروس التاجي.
وفي بيان صدر في شهر نيسان أعربت الشركة المصنعة 3M ومقرها الولايات المتحدة عن قلقها من أن إدارة ترامب طلبت منها التوقف عن تصدير بعض أجهزة التنفس إلى كندا وأميركا اللاتينية والاستجابة للطلب المتزايد في الولايات المتحدة بدلاً عنها.
وقالت الشركة: “هناك آثار إنسانية كبيرة ومدمرة لوقف إمدادات أجهزة التنفس إلى العاملين في مجال الرعاية الصحية في كندا وأمريكا اللاتينية، إذ اننا الموردون الرئيسيون لأجهزة التنفس”.
وأفاد المصدر بأن عدة تقارير صدرت في نيسان تم فيها اتهام المسؤولين الأميركيين بمن فيهم ممثلو الحكومة الأميركية بمصادرة شحنات من الإمدادات الطبية كانت موجهة لدول أخرى .
فقد ذكرت صحيفة الغارديان أن “المشترين الأميريكيين تمكنوا من السيطرة على شحنة من الأقنعة أرسلتها الصين وكان من المفترض أن تسلّم إلى فرنسا وتم ذلك بعرض سعر للشراء بثلاثة أضعاف”.
وفي قضية أخرى اتهم مسؤول ألماني الولايات المتحدة ” بالقرصنة الحديثة” بعد أن استولت على شحنة من الأقنعة من الصين كانت مخصصة لبرلين وتم تحويلها إلى الولايات المتحدة.
إن قصة عجز ترامب وجشعه لا تتوقف عند هذا الحد، فقد حذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من أن وباء كوفيد-19 يمكن أن يضاعف تقريباً عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع في العالم وقد يصل إلى أكثر من ربع مليار بنهاية عام 2020، وكان رد فعل ترامب أنه أوقف تمويل وكالات الأمم المتحدة للإغاثة، ومن المعروف أن الولايات المتحدة مسؤولة عن جزء كبير من ميزانيات العديد من الوكالات التابعة للأمم المتحدة وخاصة تلك التي تعتمد على التمويل الطوعي، وبالتالي يمكن أن يكون تأثير خفض المساهمات من قبل الولايات المتحدة أمراً مؤلماً للغاية للعالم أجمع.
المصدر: American Herald Tribune

آخر الأخبار
تعاون اقتصادي وصحي بين غرفة دمشق والصيادلة السعودية: موقفنا من قيام الدولة الفلسطينية ثابت وليس محل تفاوض فيدان: الرئيسان الشرع وأردوغان ناقشا إعادة إعمار سوريا وأمن الحدود ومكافحة الإرهاب رئيس مجلس مدينة اللاذقية لـ"الثورة": ملفات مثقلة بالفساد والترهل.. وواقع خدمي سيىء "السكري القاتل الصامت" ندوة طبية في جمعية سلمية للمسنين استعداداً لموسم الري.. تنظيف قنوات الري في طرطوس مساع مستمرة للتطوير.. المهندس عكاش لـ"الثورة": ثلاث بوابات إلكترونية وعشرات الخدمات مع ازدياد حوادث السير.. الدفاع المدني يقدم إرشادات للسائقين صعوبات تواجه عمل محطة تعبئة الغاز في غرز بدرعا رجل أعمال يتبرع بتركيب منظومة طاقة شمسية لتربية درعا حتى الجوامع بدرعا لم تسلم من حقد عصابات الأسد الإجرامية المتقاعدون في القنيطرة يناشدون بصرف رواتبهم أجور النقل تثقل كاهل الأهالي بحلب.. ومناشدات بإعادة النظر بالتسعيرة مع بدء التوريدات.. انخفاض بأسعار المحروقات النقل: لا رسوم جمركية إضافية بعد جمركة السيارة على المعابر الحدودية البوصلة الصحيحة خلف أعمال تخريب واسعة.. الاحتلال يتوغل في "المعلقة" بالقنيطرة ووفد أممي يتفقد مبنى المحافظة الشرع في تركيا.. ما أبرز الملفات التي سيناقشها مع أردوغان؟ بزيادة 20%.. مدير الزراعة: قرض عيني لمزارعي القمح في إدلب تجربة يابانية برؤية سورية.. ورشة عمل لتعزيز الأداء الصناعي بمنهجية 5S