هل يعلم ترامب أن مصير عقوباته على سورية الفشل؟!

ثورة أون لاين – عبد الحليم سعود:

ما إن صدرت المواقف الأميركية الابتزازية الأخيرة ضد سورية على لسان المدعو جيمس جيفري الذي تكلفه إدارته الإرهابية بمهمة ما يسمى “المبعوث الأميركي إلى سورية” والذي اعترف فيها بأن إجراءات بلاده العدائية “الاقتصادية” ضد سورية هي السبب المباشر في معاناة السوريين معيشياً وانخفاض سعر صرف عملتهم الوطنية، حتى هبّ الإعلام المعادي للدولة السورية يهول ويضخم تأثيرات القانون التعسفي الظالم “قيصر” على السوريين، وكأن الشعب الذي صمد لأكثر من تسع سنوات في وجه أعتى أنواع الحروب التي خيضت ضده، سيواجه مشكلة كبيرة في قرارات الإدارة الأميركية المتصهينة، الأمر الذي يؤكد مرة تلو المرة أن هذا الإعلام المرتزق والمأجور هو جزء من حرب نفسية تشن ضد السوريين للتأثير على معنوياتهم العالية بعد الانجازات التي حققها جيشهم في مواجهة الإرهاب وتمكنه من إلحاق الهزيمة العسكرية بالمشروع الأميركي.
لا يخفى على أحد أن “العقوبات” وسياسة الحصار التي تنفذها الإدارة الأميركية الحالية ضد سورية هي حلقة من حلقات الحرب العدوانية المستمرة منذ عام 2011، وقد لجأت إليها إدارة ترامب المتصهينة بعد أن فشلت باقي حلقات الحرب المتعددة في تحقيق أي من الأهداف الموضوعة، وعلى رأسها إلحاق دمشق بما يسمى محور الاعتدال العربي الذي كان جزءا من الحرب على سورية، ودفعها للتخلي عن حقها في استعادة أرضها المحتلة في الجولان العربي السوري، وفصم عرى العلاقة الاستراتيجية القائمة مع الجمهورية الإسلامية في إيران، وقطع الدعم عن المقاومة العربية ضد الاحتلال الإسرائيلي وخاصة المقاومة الوطنية اللبنانية التي أذلت الكيان الصهيوني وكان لها دور في الانتصار الذي حققته سورية على المشروع الإرهابي المدعوم أميركيا.
كما لا يخفى على أحد أيضاً أن أهم دوافع إدارة ترامب لسن هذا القانون العنصري الحاقد هو تقديم الدعم الكامل لما يسمى صفقة القرن التي يحاول الكيان الصهيوني إتمامها على حساب حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية المشروعة، حيث يظن صناع القرار في واشنطن أن انشغال الدولة السورية بمعالجة الأوضاع المعيشية الصعبة لمواطنيها جراء سياسة الحصار والعقوبات الأميركية والغربية، سيضعفها وينسيها واجبها في تحرير واستعادة الأراضي العربية المحتلة وسيقلل من معارضتها ومناهضتها ومقاومتها للمخطط الرامي لاستكمال هذه الصفقة الخبيثة، وسيوقف دعمها للمقاومين الشرفاء في لبنان وفلسطين، وقد شجّع الإدارة الأميركية على هذا الظن المريض وجود أنظمة عربية خانعة ذليلة مستعدة لتحمل كل أعباء وتكاليف الصفقة الملعونة وإنجاح المشروع الصهيوني في المنطقة، ولكن المسؤولين الأميركيين جهلة بحقيقة سورية وحقيقة شعبها الصامد الذي كلما ارتفع مستوى التحدي أمامه أظهر قدرات أكبر على المقاومة والمواجهة، وهذا ما أكدته مجريات الحرب الإرهابية في التسع سنوات الماضية ، فقد كان الإرهابيون التابعون لواشنطن وأدواتها ينتشرون على معظم الأراضي السورية وحاولوا التعدي على تخوم دمشق وفي قلب حلب، ولكن وقوف هذا الشعب العظيم خلف جيشه البطل مكنه من تحرير واستعادة معظم المناطق بعد صنع ملاحم في البطولة والفداء سيذكرها السوريون والعالم طويلاً.
ولأن الذاكرة الأميركية مثقوبة فقد تسربت منها دروس الثمانينات من القرن الماضي عندما واجه السوريون بشجاعة وذكاء وحكمة الحرب الاقتصادية القاسية التي شنها الغرب بقيادة واشنطن إبان الحرب على لبنان، وكانت النتيجة أن فشل الأسطول السادس الأميركي وانسحبت القوات المتعددة الجنسيات من المنطقة وتحرر لبنان وتكبد المحتل الإسرائيلي خسارة مذلة على يد المقاومة اللبنانية التي نمت وترعرعت في أحضان سورية، ليعود الغرب بعدها بسنوات للتراجع عن بعض عقوباته ويعيد ما انقطع من العلاقات، مقراً بذلك بفشل سياسته وعدم جدواها في تركيع الشعوب الحرة، ولعل الجميع يتذكر كيف رفعت القيادة السورية آنذاك شعار الاكتفاء الذاتي من القمح وبقية السلع والمنتجات الزراعية في مواجهة العقوبات والحصار لتحقق سورية في ذلك الحين أعلى مستويات النمو والتنمية والازدهار بفضل وعي شعبها لطبيعة المعركة ووقوفه صفاً واحدا خلف قيادته الواثقة الحكيمة.
ألم يلحظ الأميركي المتغطرس أن فلاحي ومزارعي منطقة الجزيرة السورية، ورغم انتشار قواعده وقواته المحتلة هناك، قد قاوموا تنظيم داعش الإرهابي وآثروا زراعة أراضيهم وتسليم محاصيلهم لدولتهم كما تجري العادة كل عام بالرغم من كل الصعوبات والعراقيل التي وضعها المحتل ومرتزقته في وجههم، وآخرها تهديداته لهم بالعقوبات وقيامه بحرق مساحات واسعة من حقول القمح والشعير، ما يؤكد مرة تلو المرة أن الأميركي يجهل حقيقة أبناء الجزيرة السورية كما يجهل حقيقة بقية أبناء سورية الأوفياء، وهو مصمم على قراراته الحمقاء التي لن تزيد السوريين إلا عناداً وتصميما على طرده من أرضهم وإفشال كل مخططاته الاستعمارية المفضوحة. وإذا كان بعض السوريين ــ وهم قلة ــ ينفذون أجنداته التخريبية ويأتمرون بأوامره فلأنهم عملاء ومتآمرون ومرتزقة رخيصون لا ينتمون لهذه الأرض ولا ينتسبون لهذا الشعب العظيم.

آخر الأخبار
تعاون اقتصادي وصحي بين غرفة دمشق والصيادلة السعودية: موقفنا من قيام الدولة الفلسطينية ثابت وليس محل تفاوض فيدان: الرئيسان الشرع وأردوغان ناقشا إعادة إعمار سوريا وأمن الحدود ومكافحة الإرهاب رئيس مجلس مدينة اللاذقية لـ"الثورة": ملفات مثقلة بالفساد والترهل.. وواقع خدمي سيىء "السكري القاتل الصامت" ندوة طبية في جمعية سلمية للمسنين استعداداً لموسم الري.. تنظيف قنوات الري في طرطوس مساع مستمرة للتطوير.. المهندس عكاش لـ"الثورة": ثلاث بوابات إلكترونية وعشرات الخدمات مع ازدياد حوادث السير.. الدفاع المدني يقدم إرشادات للسائقين صعوبات تواجه عمل محطة تعبئة الغاز في غرز بدرعا رجل أعمال يتبرع بتركيب منظومة طاقة شمسية لتربية درعا حتى الجوامع بدرعا لم تسلم من حقد عصابات الأسد الإجرامية المتقاعدون في القنيطرة يناشدون بصرف رواتبهم أجور النقل تثقل كاهل الأهالي بحلب.. ومناشدات بإعادة النظر بالتسعيرة مع بدء التوريدات.. انخفاض بأسعار المحروقات النقل: لا رسوم جمركية إضافية بعد جمركة السيارة على المعابر الحدودية البوصلة الصحيحة خلف أعمال تخريب واسعة.. الاحتلال يتوغل في "المعلقة" بالقنيطرة ووفد أممي يتفقد مبنى المحافظة الشرع في تركيا.. ما أبرز الملفات التي سيناقشها مع أردوغان؟ بزيادة 20%.. مدير الزراعة: قرض عيني لمزارعي القمح في إدلب تجربة يابانية برؤية سورية.. ورشة عمل لتعزيز الأداء الصناعي بمنهجية 5S