ثورة اون لاين – رامز محفوظ :
“إن لم تستح فافعل ماشئت” هذه المقولة تنطبق على الإخواني اردوغان الذي وصل لمرحلة غير مسبوقة من الجنون السياسي عبر قيامه بشن اعتداءات إرهابية جديدة طالت العراق هذه المرة، وذلك بالتوازي مع تأزم وضعه الداخلي وتراجع شعبيته، الأمر الذي كشفته استطلاعات الرأي في تركيا اليوم وسط توقعات متزايدة بخسارته في الانتخابات المقبلة ومؤشرات كثيرة على فقدانه القدرة على إقناع الرأي العام التركي وسط حملات القمع والاعتقال التي يشنها بشكل محموم منذ عام 2016 ضد خصومه من المعارضين لسياساته الداخلية والخارجية.
فعلى ما يبدو أن أردوغان مع توسيع دائرة إرهابه الذي طال العراق اليوم بعد سورية وليبيا، يحاول البحث عن مخرج لمآزقه المتكررة من خلال تصدير أزماته الداخلية إلى دول الجوار في محاولة إفلاس جديدة لهذا النظام الذي يضيق الخناق عليه أكثر فأكثر نتيجة غبائه السياسي في الداخل والخارج والذي من المتوقع أن يوصله قريبا إلى حافة الهاوية.
المؤشرات والوقائع تفيد دون أدنى شك بأن اردوغان وصل إلى طريق مسدود لذا لجأ إلى ارتكاب حماقة جديدة في العراق، وذلك عقب الضربات الموجعة التي تلقاها هو ومرتزقته في الميدان السوري الذي أحبط كل مخططاته الدنيئة وقلب الطاولة عليها واستطاع أن يحولها إلى فقاعة هوائية لم يجن منها سوى الخيبات، فضلا عن فشله في تحقيق ما يتمناه في ليبيا من خلال قيامه بدعم ميليشيا الوفاق وإرساله كافة أنواع الأسلحة وآلاف المرتزقة لتكريس الفوضى على أراضيها وزعزعة الاستقرار فيها خدمة لأجنداته الاستعمارية .
اليوم وبعد كل الصفعات الموجعة التي تلقاها المأزوم اردوغان وتعالي الأصوات الداخلية المناهضة لسياساته الحمقاء في الداخل والخارج، يسعى من خلال قيامه بعدوانه السافر على العراق اليوم لحرف البوصلة عن خيباته المتكررة والفشل الذريع الذي مني به متوهماً من خلال عدوانه هذا أنه سيحقق مكاسب وأطماعا في العراق، وهو ما ردت عليه وزارة الخارجية العراقية باستدعاء سفير النظام التركي المدعو فاتح يلدز على خلفية القصف التركي الذي طال عدداً من المناطق شمال العراق، وقدمت مذكرة احتجاج تضمنت إدانة الحكومة العراقية لانتهاكات النظام التركي المستمرة لحرمة وسيادة الأراضي والأجواء العراقية باعتبارها مخالفة للمواثيق الدولية وقواعد القانون الدولي ذات الصلة ومبادئ حسن الجوار.
وجددت الوزارة التأكيد على دعوتها النظام التركي لوقف العمليات العسكرية الأحادية مطالبة إياه باتخاذ الإجراءات الكفيلة بوضع حد لهذه الانتهاكات ومنع وقوعها مستقبلاً.
البلطجة التركية التي وصلت للعراق اليوم ليست وليدة اللحظة، والممارسات الإرهابية التي لم يعد لها حدود باتت أبرز سمات النظام التركي الحالي ووصلت لمرحلة تجاوز من خلالها كل الشرائع والمواثيق الإنسانية والأخلاقية، وذلك في ظل غياب المحاسبة الأممية والدولية لهذا النظام المأزوم الذي يمني نفسه بإنجاز خلبي يحاول من خلاله حفظ ماء وجهه عقب هزائمه السياسية والميدانية المتراكمة.
![](https://thawra.sy/wp-content/uploads/2022/02/photo_٢٠٢٢-٠٢-٢٥_٢١-٥١-٢٣-150x150.jpg)
التالي