ثورة أون لاين – نعمان برهوم :
بعد نحو ٩ سنوات على هدم مشفى جبلة الوطني لبناء مشفى جديد عوضاً عنه لا تزال نسب تنفيذ مشروع بناء هذا المشفى متدنية لدرجة بات المواطن يعاني الأمرّين نتيجة هدم المشفى و إخراجه من الخدمة دون لمس اي جدية في العمل لإنهاء معاناتهم من خلال تنفيذ هذا المشروع المهم جداً.
اليوم يرى المواطن أن وفداً حكومياً يزور المشروع.. و لعل هذه الزيارة هي العاشرة للمشروع الذي لم تتجاوز نسبة التنفيذ فيه ٢٠% رغم أن الوعود كانت بوضع المشفى في الخدمة منذ سنوات!!.
كل الزيارات السابقة للمشفى لم تفلح في حل العقبات التي تحول دون إنهاء العمل في مشروع المشفى ووضعه بالخدمة !!. السؤال المطروح في المدينة ماذا يتنج من تلك الجولات و الزيارات؟؟. و لماذا لم تحل مشكلة إكمال المشروع رغم وقوف الحكومة على تفاصيل المشروع مراراً؟؟.
يوم هدم المشفى في أواخر عام ٢٠١١ كان يومها الدكتور وائل الحلقي وزيراً للصحة و أعطى الموافقة على هدم المشفى وإعادة بناء مشفى جديد عوضاً عنه و لم تتم المباشرة بالبناء بعد الهدم.. و بعدها أصبح رئيساً للحكومة و مع ذلك لم تتم المباشرة بالبناء!!!. و بعد سنوات و بعد أن تعرض ما تبقى من ملحقات المشفى القديم لتفجير إرهابي تمت البداية بالمشروع باستحياء كما بات يقول أبناء المدينة ولا سيما أن المشفى يخدم نحو ٦٠٠ ألف نسمة من سكان مدينة جبلة وريفها ..
لتعود الكرة من جديد .. و تحضر الوفود الوزارية لزيارة مشروع المشفى.. و تبقى الأعمال التي كان من المفترض إنجازها منذ نحو خمسة أعوام تراوح مكانها مع تقدم متواضع جداً في الأعمال التي إذا استمرت على هذا المنوال قد تطول لعقود من الزمن ليعود المشفى الوطني الى العمل مجدداً و بنفس الطاقة السريرية ٢٠٠ سرير كما كان قبل الهدم!!.
و في زيارة الوفد الحكومي الحالي لمشروع مشفى جبلة الوطني الذي تنفذه ورشات فرع الانشاءات العسكرية متاع 6 وبلغت نسبة تنفيذ الاعمال المدنية فيه 20 بالمئة كما قيل .
لا جديد حيث تم تأكيد ما سبق وأن الحكومة كانت وافقت على رصد اعتمادات إكساء المشفى وإكماله بداية تموز الماضي بمبلغ 291ر4 مليارات ليرة سورية.. متجاهلين كل ما حدث و قيل منذ العام ٢٠١٢ حيث محطة من العمل تستوجب سنوات و سنوات .. و المبالغ التي ترصد كل مرة تصبح غير كافية لإنجاز جزء من المطلوب نتيجة التأخير في العمل وارتفاع الأسعار!!.
و تجدر الإشارة إلى أن مساحة المشفى تبلغ 10885 متراً مربعاً موزعة على سبعة طوابق وملحق ويضم حوالي 200 سرير باختصاصات مختلفة .. و أنه في حال تم وضعه بالخدمة يمكنه تخفيف الضغط عن مشفى جبلة الحالي وتلبية الاحتياجات الطبية والاسعافية لمنطقة جبلة.
و للعلم ما يسمى بمشفى جبلة الحالي هو عبارة عن ٥٠ سريراً متواضعاً مع خدمات غير كافية لمستوصف.. و هو الامر الذي يجعل المواطن يتجه الى المشافي الخاصة رغم قلة الحيلة لدفع ما يترتب على العلاج في تلك المشافي.
و يبقى السؤال الموضوعي لماذا تم هدم المشفى الوطني في جبلة و لم يترك للعمل.. و بناء مشفى آخر في المدينة التي تحتاج الى أكثر من مشفى .. نحو ٦٠٠ ألف مواطن ومواطنة كان المشفى القديم يعمل على علاجهم بصعوبة نتيجة قلة عدد الأسرّة.. نعود لبناء مشفى بعد عقد من الزمن بذات السعة السريرية !!. بدلاً من بناء مشفى آخر بسعة تتناسب و عدد السكان.