ثورة أون لاين – رويدة سليمان:
سيل من التقارير الدولية لمنظمات تعنى بحقوق الانسان، وأخرى تسعى لطفولة آمنة مستقرة تؤكد الأذى الذي لحق بأطفال سورية خلال الحرب وهم أكثر من دفع ضريبتها، أرقام وحكايات عن وجع الفقد واليتم والتشرد والتهجير وتفكك أسري، وكل ما سبق لم يشفع لأطفال بلدنا أمام مدعي الحرية والتقدم وحقوق الإنسان الذين يفرضون العقوبات للوفاء بحقوقهم في البقاء والحماية والمشاركة.. حقوق الطفل التي أقرتها الهيئة العامة للأمم المتحدة عام 1987، بل على العكس كانوا في مرمى عقوبات اقتصادية تحرمهم من التمتع بأدنى مقومات الحياة، حيث يعتبر دخل الأسرة ومستويات قدرتها الشرائية المحددين الأساسيين لرفاهية الأطفال لأنهما يؤثران على تمتعهم بكل حقوق الطفل في الحياة وفي التطور وفي المشاركة والحماية، عقوبات فرضها عدو يخشى طفولتهم بكبر أحلامها واتساع طموحها، يخاف من ضحكاتهم ومرحهم وأراجيح سرور في فضاء الأمل الملونة بأزهى الألوان، ولا ذنب لهم إلا أنهم أبناء وطن انتصر في معركة الوجود .. وطن هو هويتهم وعزتهم وكبريائهم، ومن أجلهم سالت دماء الشهداء لتمنحهم ما يليق بهم من الفرح ليعيشوا طفولتهم بكل طاقاتهم ويحتفظوا بها مهما كبروا.
في اليوم العالمي للطفل والذي يصادف الخامس والعشرين من هذا الشهر .. لسنا بحاجة لإعداد مزيد من التقارير المفصلة عن أزمة الطفل وطفل الحرب في بلدنا ولن نستجدي لفك حصار الألم والقهر عن أطفال سورية بل هو حق نطالب به المجتمع الدولي وواجب يفرض تحركاً اسعافياً أممياً من منظمات دولية ليكون لها من اسمها نصيب، وسورية التي وقعت على اتفاقية حقوق الطفل التزمت ضمان حقوقهم من خلال تعديل قوانين كثيرة وتخطيط سياسات وتنفيذ برامج تفي بحقوقهم وقد جاء في تقرير تحليل أوضاع الطفولة عام 2008 : “إنه من العدل القول إن مقاربة سورية الإجمالية لقضايا الأطفال قد نضجت رغم الصعوبات الكثيرة التي ينبغي التغلب عليها وإنها سمحت لا بإدراك التحديات التي تواجهها فقط بل إدراك الفرص والموارد غير المطروقة والموجودة بتصرفها لإحداث تقدم مستمر من أجل الأطفال، واليوم وبعد حرب نالت من الطفولة ما زالت المؤسسات الحكوميةوالمنظمات الأهلية تبذل كل ما بوسعها لبلسمة جراحهم الجسدية والنفسية وتقديم الدعم المادي والمعنوي ، وإحاطته بالحب والحنان ليزهر فرحاً وأملاً.
أطفال سورية عاشوا الحرب وشهدوا على وحشيةالارهاب وعرفوا داعميه وعنصريتهم التي شاهدها العالم كله ولن ينسوا تضحيات الروح والدم من أجلهم ، وستبقى حية في الذاكرة تنبض بمواقف العز والشموخ والصمود تزودهم بالكثير من التحدي والإصرار والتصميم على المضي قدماً نحو غد أجمل ينعمون بحضن أسري دافىء يغدق عليهم طمأنينة وأملاً، وحضن وطن يخشى عليهم من نسمة الهواء ولهم الأولوية في حساباته العلمية والاقتصادية والصحية والترفيهية.
