ليس مهماً الحديث اليوم فقط عن جنوح سفينة القراصنة الأميركيين باتجاه الإرهاب الاقتصادي “سيزر” الذي لم يكن مستغرباً بالنسبة للشعب السوري الذي سبق وأن نال علامة الصمود والثبات والانتصار كاملة في ثمانينيات القرن الماضي، عندما حاولت الدول الاستعمارية الغربية جاهدة دس سم تآمرها ومخططاتها العدوانية في دسم المواطن السوري ولقمة عيشه، ومحاولة إبطال لا بل وإفشال مفاعيل خططنا الإنتاجية الزراعية والصناعية الاستراتيجية.
لكن الأهم بالنسبة لنا اليوم أيضاً التركيز والتذكير بالكلمات المفتاحية للإعجازات التي تم تسطيرها في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي والتي لم تأت من فراغ أو عبث أو ضربة حظ، وإنما من “الوصفة السحرية” التي اجترحتها الدولة السورية التي كانت ومازالت دولة منتجة ومصدرة لا مستهلكة، تأكل مما تزرع وتلبس مما تصنع تحت عنوان “صنع وزرع وقطف وحصد في سورية”.
طبعاً دون أن ننسى أو نتجاهل القفزات الماراتونية وغير المسبوقة التي تم تسجيلها، والقرارات الحاسمة، والإجراءات الحازمة التي تم تبنيها وتفعيلها وتطبيقها “بحذافيرها” خلال تلك الحقبة لاسيما لجهة وأد السلبيات “اللاتجارية من احتكار ومضاربة ومزاحمة وغش وتدليس وتلاعب ..” من مهدها، وتعزيز الإيجابيات التي مكنت المواطن من التزود بكل مقومات وعوامل صموده وقوته ومقاومته، ووقوف الدولة جنباً إلى جنب معه في مواجهة تجار ومفتعلي الأزمات ومؤججيها.. لا تركه وحيداً.
تكرار سيناريو سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي قد يكون صعباً من وجهة نظر البعض لكنه في الحقيقة ليس مستحيلاً، إن أخذنا بأسرار قوتنا الزراعية والصناعية، وقوننا برامجنا الاستيرادية ولاسيما الكمالية منها وغير الضرورية، وغيبنا كل ما له مثيل وطني، ولاحقنا المضاربين والمتلاعبين والمتاجرين بليرتنا، وإنزالنا القصاص العادل بالمقصرين والفاسدين والمرتشين، وأطلقنا العنان لمؤشر العقوبات والغرامة المالية بحق المخالفين، وأخذنا بيد – لا تحييد – الكفاءات والخبرات الوطنية ودعمها المادي لا المعنوي فقط “قبل لا بعد أن يجف عرقهم”، وغلبنا مصلحة المواطن على مصلحة حفنة من التجار والسماسرة، وضربنا المهربين وأوكارهم أينما وجدوا، عندها فقط يمكن أن ندير ظهرنا إلى “قانون قيصر الإرهابي” غير آبهين به وبمصدريه، وأن نكرر سيناريو سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ( بصورة طبق الاصل ) ونسجل انتصاراً جديداً.
الكنز – عامر ياغي