تحت الماء المالح..!

استفاقت من شرودها، ونظرت بلامبالاة إلى بضع قطرات من الدم سالت من أطرف قدمها، بسبب نتوء صخري، استفاقت من شرودها، وأمسكت منديلاً أبيض تحاول إيقاف النزف البسيط، كل هذا المدى اللامتناهي تزعجه خربشة بسيطة على جلدها الأبيض الرقيق…

استغربت حجم الألم الهائل، مقارنة بجرح بسيط للغاية، سرعان ما تذكرت أنه يشبه سيلان الآلام المتراكمة..

ماذا أصابها..؟

كيف انتقلت بلحظة من حال الى أخرى، كانت تقفز بفرح وكأنها خلقت للتو.. والآن كأن غرزة ما وضعت في قلبها مباشرة..!

حاذرت أن يسيطر عليها وهم ما، وحاولت أن تسترجع ما عاشته مؤخراً، حتى ما قبل كورونا، التي عادت في الأيام الماضية إلى الفلتان بشكل مخيف…

عقد كامل، مذهل بعبثيته، ولؤمه، أيضاً هذه المرة لا تفاجئها الأفكار بل هي التي تستدعيها قسراً، خوفاً من نسيان بعضها، حين وصلت إلى صخرة لا تشبه مثيلاتها اختارتها للجلوس، ومع أن شمس الصباح على غير العادة في مثل هذا الطقس الربيعي حارقة، إلا أنها لم تكن لتشعر بها لو لم تستند إليها وهي تهم بالجلوس عليها، سرعان ما بدلت رأيها واتجهت إلى تلك الرمال الرطبة.. حيث الموجة اللاحقة تلغي الموجة السابقة..

وهي تنظر إلى تلك الأمواج التي تتكسر فوق بعضها البعض، من دون أن يتأثر ماء البحر، بل بإمكانه إنتاج أشكال لا نهائية منها، تجذبك إلى ما لا نهاية.. ولكن تلك الصخور التي تقترب ثم تبتعد منها، تتآكل.. رغم هشاشة الأمواج!

بدأت ذاكرتها بنبش كل ما جعلها تتآكل هي الأخرى.. تلك القذائف التي كانت تنهمر حتى في الصباح الباكر وهي تغادر منزلها متجهة إلى عملها علها تتفاداها، الخسارات المادية والمعنوية..

كيف حزمت حقائبها مرات كثيرة، ولم تتحرك قيد أنملة.. كأنها مربوطة بجنزير حديدي إلى كل هذه الأمكنة التي تتصارع معها الآن..

كيف يستعصي عليها حالياً الاقتراب من التسوق؟ فالأسعار الملتهبة تحرقها بمجرد أن تفكر بالاقتراب…

البشر الحائرون.. الأوجاع المستوطنة.. وبلايانا المتزايدة.. وهذا الكورونا العائد إلينا ليسدد لكمة قوية.. وكأنه هو الآخر يريد انتقاماً لا مثيل له…

تستمر الموجات في التقلب.. وتسبح فوق بعضها البعض.. وفي النهاية تنجو.. فهي تعود إلى بحرها بتأن ورفعة.. قد لا نفهمها يوماَ.. بينما هي تحاول الاختباء تحتها شعرت بوخز خفيف في قدمها النازفة.. سرعان ما تلاشى حالما دفنت جسدها تحت الماء المالح…!

رؤية – سعاد زاهر

آخر الأخبار
تأمين الكهرباء إسعافياً للمناطق المتضررة في اللاذقية من الحرائق قريباً.. تأمين الكهرباء لريف حلب ضمن خطة شاملة لإعادة الإعمار تأهيل مدرسة عندان.. خطوة لإعادة الحياة التعليمية نحو احترافية تعيد الثقة للجمهور.. الإعلام السوري بين الواقع والتغيير خبير مصرفي لـ"الثورة": الاعتماد على مواردنا أفضل من الاستدانة بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. مفوضية اللاجئين تتوقع عودة نحو 200 ألف سوري من الأردن بحلول نهاية 2025 السيف الدمشقي.. من فولاذ المعركة إلى برمجيات المعرفة إعادة دمج سوريا بمحيطها العربي مؤشر على تشكيل تحالفات جيوسياسية واعدة عبر البوابة البريطانية.. العلاقات السورية الأوروبية نحو انطلاقة جديدة امتحان الرياضيات لطلاب البكالوريا المهنية- المعلوماتية: بين رهبة المادة وأمل النجاح الخبيرمحي الدين لـ"الثورة": حركة استثمارية نوعية في عدة قطاعات الرئيس الشرع يتقلد من مفتي الجمهورية اللبنانية وسام دار الفتوى المذهَّب حرب إسرائيل وإيران بين الحقائق وإدعاءات الطرفين النصرالمطلق ألمانيا تدرس سحب الحماية لفئات محددة من اللاجئين السوريين "قطر الخيرية" و"أوتشا".. تعزيز التنسيق الإنساني والإنمائي في سوريا بعد 14 عاماً من القطيعة .. سوريا وبريطانيا نحو شراكة دبلوماسية وثيقة 10 مناطق لمكافحة اللاشمانيا بدير الزور الاقتصاد الدائري.. إعادة تدوير لموارد تم استهلاكها ونموذج بيئي فعال الحرائق في اللاذقية .. التهمت آلاف الهكتارات من الغابات والأراضي الزراعية