لست في وارد الخوض في الأسباب التي تقف خلف موقف الإدارة الأميركية وإصرارها على إصدار الصك المشؤوم الممهور بتوقيع قيصر الكاذب ، ولست في صدد الحديث عن سنوات المواجهة ما بين سورية والولايات المتحدة الأميركية، وهي سنوات اتصفت بالعداوة طويلاً وبالخصومة أحياناً وبالمهادنة حيناً قصيراً.
وكذلك الأمر في البديهي من القول بشأن الحرب الأميركية المباشرة على سورية المستمرة منذ ما يقرب السنوات العشر بصورة مستمرة.
تلك أمور وعوامل معروفة ومنشورة على بساط البحث،وهي معروفة للقاصي والداني، فيما تتمثل العقدة الكبرى في المواجهة والقدرة على إسقاط تلك الإجراءات التي تلازم بروتوكولات قيصر التي تستهدف تجويع وتركيع الشعب السوري ، في الوقت الذي تحاول فيه أن تصف نفسها كذباً ونفاقاً مدافعة عن حقوق الشعب السوري.
وللتذكير فقط بحرص الولايات المتحدة الأميركية على الشعب السوري وحقوقه نستذكر الموقف الأميركي من الشعب الياباني في الحرب العالمية الثانية عندما دافع عنه من خلال القنابل الذرية على هيروشيما وناغازاكي أو من خلال دفاعه عن شعب فيتنام بقنابل النابالم واستخدام طائرات بي ٥٢ ذات التدمير الكبير.
وبعيداً عن ذلك الواقع وتلك المقدمات نتساءل كيف سنواجه في سورية الوطن والشعب تبعات تلك الإجراءات القسرية أحادية الجانب وسيئة الصيت في آن واحد؟
لا شك أن الاعتماد على الذات ، وتوظيف المقدرات والإمكانيات المحلية تمثل العنصر الأهم والعامل الحاسم في معركة المواجهة مع قوى البغي والعدوان ، فضلاً عن الدعم والمساندة من جانب الأصدقاء والحلفاء ،ولكن تبقى العقدة في الآليات الواجب تنفيذها في هذه المواجهة المفتوحة، فالاستخدام الأمثل للإمكانيات والمقدرات البشرية والمادية الوطنية يقتضي بالضرورة وجود إدارة فاعلة ومتفاعلة تدرك وتعرف الواقع ، وتؤمن بأنها تنفذ مهمة وطنية كبرى ، تبتعد عن الفساد ، وتضرب الفاسدين بيد من حديد ، وتقدم المصلحة العامة وتعمل لها ، وتجعل العمل الجاد الناطق والمتحدث عنها ، وتترك الإعلام يصول في جميع مواقع العمل والانتاج والخدمات ، وتأخذ بالملاحظات والمتابعات التي يسوقها المواطنون وأعضاء المجالس المحلية، الأمر الذي يجعل التلاحم الشعبي حقيقة واقعة ،لا يشعرالمواطن بعدها أن المسؤول يكذب ويبتعد عن واقعه ويثري على حساب حاجته .
معاً على الطريق – مصطفى المقداد