الثورة – جهاد اصطيف:
أعلنت المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء عن توقيع عقد استراتيجي مع شركة STE المتخصصة بتوزيع واستثمار الطاقة الكهربائية مؤخراً، لتأمين التغذية الكهربائية لمناطق ريف حلب الشمالي التي تعرضت أجزاؤها إلى أضرار كبيرة طيلة سنوات الأزمة، في خطوة نوعية تهدف إلى تسريع وتيرة إعادة الإعمار وتحسين مستوى الخدمات الأساسية للأهالي.
وأوضح مدير عام المؤسسة العامة لكهرباء محافظة حلب المهندس محمود الأحمد، في تصريح له، أن العقد المبرم يشمل إعادة تأهيل وإصلاح خطوط وشبكات النقل الكهربائي، إضافة إلى محطات التحويل الرئيسة التي تغذي التجمعات السكانية والصناعية في ريف المحافظة، مؤكداً أن العقد يهدف إلى إيصال الكهرباء إلى هذه المناطق عبر خط الريحانية – عفرين، الذي يعد من الخطوط الحيوية لاستجرار التغذية الكهربائية المستقرة.
وأشار الأحمد إلى أن المشروع يتضمن إعادة تأهيل وتجهيز ثلاث محطات تحويل رئيسية شملت محطة حريتان، وتُعد نقطة الارتكاز لشبكات التوزيع في الريف الغربي، ومحطة تل رفعت، وتغطي شريحة واسعة من القرى والبلدات في الريف الشمالي، ومحطة المعهد وتؤمن التغذية الكهربائية لمناطق حيوية وخدمية متعددة.
وأوضح أن هذه المحطات تعرضت لأضرار جسيمة في بنيتها التحتية نتيجة اعتداءات النظام البائد والأعمال التخريبية، ما أدى إلى توقفها بشكل شبه كامل لعدة سنوات.
وبين الأحمد توقيع العقد وفق صيغة ROT “إعادة التأهيل- التشغيل- النقل” يتضمن قيام الشركة بإعادة بناء وتأهيل البنية التحتية بالكامل خلال مدة ست سنوات، وتشغيل المنظومة وإدارة عمليات الصيانة والتوزيع، ومن ثم نقل ملكية الأصول والمنشآت مجدداً إلى وزارة الكهرباء بعد انتهاء مدة العقد.
وبحسب العقد، تلتزم الشركة بتأمين التيار الكهربائي إلى المراكز الكبرى في غضون ستة أشهر من بدء التنفيذ، قبل إيصال التغذية إلى جميع مناطق الريف الشمالي خلال سنتين كحد أقصى.
وأكد مدير المؤسسة أن المشروع يندرج ضمن الخطط الوطنية الشاملة لإعادة تأهيل قطاع الطاقة الكهربائية في المناطق المتضررة، لما له من دور حيوي في دعم استقرار الأهالي وتسريع عودتهم إلى منازلهم، وتحريك عجلة الإنتاج الزراعي والصناعي، وضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية “مياه- اتصالات- صحة”.
وأوضح أن عودة التيار الكهربائي ستسهم في الحد من الاعتماد على المولدات الخاصة ذات التكلفة العالية، وتخفيف العبء الاقتصادي عن المواطنين، فضلاً عن المساهمة في تحسين البيئة.
وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها وزارة الكهرباء والحكومة لإعادة تأهيل البنى التحتية الخدمية وإعادة عجلة الحياة الطبيعية في مناطق عانت من التدمير والتخريب، بهدف تأمين احتياجات المواطنين الأساسية وتعزيز صمودهم.