بقلم مدير التحرير أحمد حمادة:
رغم ذوبان المساحيق عن وجهه العنصري البغيض، فهي ليست المرة الأولى التي يحاول فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يجمّل سياساته العدوانية في المنطقة، فهو من يسمي غزو الأراضي السورية وحرق قمح السوريين وسرقة نفطهم ومواردهم بمكافحة الإرهاب المزعوم.
وهو نفسه من يطلق اسم السلام المزعوم على خططه المشبوهة لتصفية القضية الفلسطينية، وهو من يدعي البحث عن الاستقرار والأمن المزيف في المنطقة برمتها مع أن قواته الغازية واستخباراته تفعل ألف ألف خطوة لنشر الفوضى الهدامة في طولها وعرضها.
وكذلك ليست هي المرة الأولى التي يزعم فيها حليفه بالإرهاب والعنصرية والكراهية بنيامين نتنياهو رئيس حكومة العدو الصهيوني رغبته بالسلام وحل الصراع، فكم أطلق هذا الأخير المصطلحات المقلوبة ليضلل العالم بذلك، وكم زوّر المفاهيم ليوهم الأعراب وغيرهم برغبته بالتطبيع والاستقرار، وكم قتل الأطفال الفلسطينيين باسم تصفية الإرهابيين المزعومين.
وكم هدم نتنياهو من منازل للفلسطينيين تحت إدعاءات مخالفتها قرارات المحاكم والقوانين الإسرائيلية المزعومة، متناسياً أن كيانه العنصري قام أساساً بشكل غير قانوني وغير أخلاقي وغير شرعي، وأن ما يسميها محاكم إسرائيلية لا تمت للقانون الدولي ولا الإنساني بصلة، ومتجاهلاً أن كيانه العنصري هو مجرد كيان لقيط زرعته أميركا وبريطانيا رغماً عن إرادة العالم ليحقق لهما أهدافهما الاستعمارية في المنطقة.
ترامب، وهو في قمة ارتكاب فعل اللصوصية وسرقة أراضي الآخرين وإصدار القرارات التي تعترف زوراً وبهتاناً بضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن المحتلين إلى الكيان الإسرائيلي، يحاول تجميل هذا القرار العنصري العدواني بالقول إنه يخدم السلام والاستقرار.
ونتنياهو، وهو في قمة العدوان واحتلال أراضي الآخرين، يسير على طريق مساحيق التجميل ذاتها، ويدعي أن له الحق في فرض سيادته القانونية على الضفة، ولا ندري من منحه هذا الحق سواء من داخل المنظمات الدولية أو خارجها، ومن يحق له أساساً أن يمنحه إياه؟!.
باختصار المساحيق تذوب عن وجوه العنصرية والإرهاب والسرقة واللصوصية، ورغم أنها تظهر على حقيقتها اليوم أمام العالم كله فإن أصحابها مازالوا يمضون بتضليله ودهن وجوههم بما يستر عوراتها الإرهابية.
السابق