ثورة اون لاين – زينب درويش:
منذ نشأتها والولايات المتحدة الأمريكية تمارس كافة طقوس العربدة والاستفزاز لزعزعة الاستقرار والأمن في العالم بهدف تمرير مشاريعها الخبيثة وتحقيق مصالحها على حساب حياة وأمن الشعوب الأخرى.
فالبلطجة الأمريكية لم تقتصر على الشرق الأوسط فحسب إنما تعدت ذلك لتصل إلى دول كبرى نجحت سابقا وتنجح اليوم في إحباط كل مشاريعها الاستعمارية وتقف في وجه أطماعها التوسعية، ومخططات الهيمنة التي تسعى من ورائها للتفرد بمصائر الشعوب.
الصين وبعد تصديها إلى جانب دول أخرى لمشاريع الهيمنة الأميركية نجدها في دائرة الاستهداف الأميركي اليوم، وهذا يتضح من خلال التهديدات الأميركية المتواصلة، وإلصاق التهم الزائفة بحق الصين، وشن حرب تجارية ضدها، ومحاولة شيطنة صورتها لاسيما لجهة اتهامها بأنها مصدر “كورونا” والعمل على تجييش العالم ضدها، وصولا إلى سلسلة الاستفزازات العسكرية وآخرها إرسال سفنها الحربية إلى بحر الصين الجنوبي بقصد إجراء مناورات عسكرية معروفة الأغراض والأهداف.
وفي ظل تلك الاستفزازات غير محسوبة العواقب أكدت الصين على لسان وزارة خارجيتها أن الولايات المتحدة أرسلت عمدا سفنها إلى بحر الصين الجنوبي لاستعراض العضلات وإثارة التوترات بين دول المنطقة.
وكالة رويترز نقلت عن المتحدث باسم الوزارة تشاو ليجيان قوله تعليقا على قيام حاملتى طائرات أمريكية بعمليات وتدريبات في بحر الصين الجنوبي أن الولايات المتحدة أرسلت سفنها عمدا إلى بحر الصين الجنوبي لاستعراض عضلاتها وضمن محاولة لدق إسفين بين دول المنطقة.
قائد عسكري أمريكي هو الأميرال جيمس كيرك كان قد تحدث “لرويترز” بأن حاملتي طائرات تجريان تدريبات في بحر الصين الجنوبي تحت أنظار سفن البحرية الصينية التي رست قرب الأسطول الأمريكي.
وقررت الولايات المتحدة الأمريكية إرسال حاملتي طائراتها إلى بحر الصين الجنوبي تحت ذريعة القيام بتدريبات بالقرب من موقع تنفذ فيه الصين مناورات بحرية.
وفى الأشهر الماضية كثفت الولايات المتحدة تحركاتها العسكرية الاستفزازية في بحر الصين الجنوبي ما حدا ببكين إلى إعلان معارضتها الشديدة لهذه الأعمال مؤكدة انهالا تخدم أمن واستقرار بحر الصين الجنوبي.
وتجري هذه التدريبات الصينية وسط تصاعد الخلافات بين الولايات المتحدة والصين بسبب وباء كوفيد-19، الذي اتهمت فيه واشنطن بكين بإخفاء تفشي المرض والتقليل من خطورته في مدينة ووهان الصينية، في حين أكدت منظمة الصحة العالمية أن الولايات المتحدة لم تقدّم أي أدلة تدعم مزاعم الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن مصدر الفيروس وأول بؤرة له هو مدينة ووهان.
ما يجري اليوم من استفزاز أمريكي وانتهاك مفضوح لسيادة الدول ليس إلا جزء من السياسة الأمريكية القائمة على خلق الفوضى والتوتر ووضع مصالحها وأهدافها المشبوهة فوق كل اعتبار بعيدا عن النتائج العكسية التي من شأنها مفاقمة الأزمات في العالم.