ثورة أون لاين – فاتن عادله:
اعتداءات الاحتلال التركي بحق السوريين لم تتوقف منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية، لكنها أخذت خلال السنوات الماضية منحى تصاعدياً، من خلال الدعم التسليحي والإعلامي المتواصل الذي يقدمه نظام أردوغان للمرتزقة المارقين الذين يساندون قوات احتلاله، لتنفيذ مخططات إجرامية، وهو ما يأتي عبر العمليات الإرهابية بالقذائف والصواريخ والتفجيرات التي تستهدف القرى والبلدات الواقعة تحت سيطرة الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابيين، إضافة لقطع مياه الشرب عن نحو مليون نسمة في الحسكة بهدف تعطيشهم وتهجيرهم من أرضهم، بعد سلسلة الجرائم المرتكبة بحق محاصيلهم الزراعية.
وللاستمرار بمسار الحرب ودفعها نحو مزيد من الاشتعال وتعزيز عدوانيتها صعد المحتل التركي بشكل متسارع من وتيرة عملياته ورفع من منسوبها العدائي، في حلقة تتماهى مع ما يرسمه الأميركي ويخطط له الصهيوني للنيل من الشعب السوري، باعتبار نظام أردوغان هو الحلقة الأطلسية الحدودية مع سورية، وما تشكله الحدود من نقطة انطلاق لتسعير الحرب على سورية وإحداث المزيد من التدمير والتهجير، والقيام بعمليات التغيير الديموغرافي بإسكان الإرهابيين والمرتزقة الأجانب مكان الأهالي الأصليين، وفرض سياسة التتريك ومحاولات استبدال العملة السورية بالليرة التركية وغيرها.
استثمار نظام أردوغان للإرهاب، وأطماعه ضد السوريين هو هدف واضح ومكشوف، وممارساته المستمرة والمتواصلة والمتصاعدة ما هي إلا ضمن خيوط الحرب المنسوجة في دوائر الغرب، فرغم كل المؤامرات والاعتداءات وعمليات الاحتلال التي يمارسها نظام أردوغان إلا أن الغرب لا يزال يتعامى عن جرائم الحرب التركية هذه، لا بل يشاركه فيها، بما يعني أنها كلمة مفتاحية له للاستمرار في غطرسته ولصوصيته واستهدافه للمدنيين في أرضهم ومنازلهم وممتلكاتهم، والدفع نحو تجويعهم وتعطيشهم عبر حرق محاصيلهم وقطع مياه الشرب عنهم.
أردوغان يتخذ من مقولة “اكذب اكذب حتى تصدق” تميمة لنفسه، فهو يتحدث عن الإنسانية والسلام تجاه السوريين بعد كل اجتماع من اجتماعات آستنة باعتباره أحد الضامنين الثلاثة، لكن أكاذيبه تلك سرعان ما تتكشف وتحترق أوراقه فوراً حيث لا تلبث قوات احتلاله وتنظيماته الإرهابية التي يؤويها ويدعمها أن تعتدي على السوريين في الجزيرة السورية والقرى والبلدات التي يطولها عدوانه، بما يؤكد أنه لن يستطيع الخروج من جلده الإرهابي وهذا العدوان المتكرر برهان يدينه بشكل مباشر.
اعتداءات الاحتلال التركي التي لم تتوقف عند هذا ولا عند قيامها المتعمد ومرتزقتها بإحراق محاصيل القمح والشعير للفلاحين وقطع المياه عنهم، بل تعدتها إلى الاستيلاء على منازلهم، واليوم تقوم بجرائم مضافة عبر إحراقها عدداً من منازل المواطنين بعد الاعتداء بقذائف المدفعية على عدة قرى في محيط بلدة عين عيسى وتل أبيض في أقصى ريف الرقة الشمالي وهو ما ذكرته مصادر أهلية بينت فيه أن قوات الاحتلال التركي قصفت بالقذائف المدفعية قرى حرية وكور حسن وصوامع قزعلي بريف تل أبيض الغربي وقرية هوشان غربي عين عيسى بريف الرقة الشمالي ووقوع أضرار مادية في المنازل واحتراق عدد منها إضافة إلى نشوب حريق بمحطة وقود في قرية هوشان غربي.
هذه الاعتداءات المتكررة تؤكد مجدداً أن نظام أردوغان جزء من المشروع الصهيوني الذي تحاول الولايات المتحدة فرضه على دول المنطقة، ولكن مهما تمادى بجرائمه فإن مصيره لن يكون أحسن حالاً من الأدوات الإرهابية لأميركا.