على مدار عقود من الزمن أثبتت الظروف والتجارب بأن الزراعة هي الملاذ الوحيد لتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي وهي مصدر قوة واستقرار وداعم حقيقي للاقتصاد الوطني، إضافة لما يعنيه الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني من وفرة ودخوله كمواد أولية أساسية بالكثير من الصناعات المهمة في تأمين لقمة عيش المواطن وكسر الحصار والإجراءات القسرية والعقوبات الظالمة المفروضة على الشعب السوري، وتحقيق الفائض في المنتجات الزراعية بما يسمح بالتصدير لتوفير القطع الأجنبي والاستغناء عن الاستيراد وتحسين الميزان التجاري وتلافي الكثير من المدفوعات وتحقيق تكامل النشاطات الاقتصادية والزراعية في الريف.
العمل بالزراعة يحتاج لتوفير مقوماته وفي مقدمتها تطوير السياسات الزراعية وتعزيز برامج التنمية الريفية المتوازنة وتمكين الأسر والاهتمام بالمزارع وإنصافه والحفاظ على استقراره في الريف والاستمرار بممارسته لنشاطه، وتحسين مستوى معيشته باعتبار البوصلة الأساسية في تحقيق الأهداف والغايات المنشودة، وتأمين مستلزمات الإنتاج من سماد ومبيدات وتقنيات ري حديث ووقود وآليات زراعية وتسهيل منح القروض للفلاحين والمنتجين والتمويل الزراعي وتقديم كل التسهيلات الداعمة لهم في استمرارية إنتاجهم والاهتمام بالتأمين الزراعي والاستمرار بترميم قطعان الثروة الحيوانية وإنشاء وحدات تحلية وتكرير مياه للحد من هدر المياه بالصرف الصحي.
معالجة المشاكل والعقبات المستعصية التي تحد من نمو هذا القطاع تقتضي التوجه نحو الزراعات التي تحقق الميزة النسبية والتنافسية والعائد الاقتصادي الجيد والتوسع بسياسة استصلاح الأراضي وزراعة كل شبر قابل للزراعة، كما تقضي العودة عن القرارات السابقة التي ألغي بموجبها زراعة بعض المحاصيل الحيوية المهمة كالقطن والشوندر السكري بحجة ارتفاع تكاليف إنتاجها وعدم جدواها الاقتصادية وبالتالي توقف المعامل المرتبطة بها مثل معمل سكر سلحب وغيره وكذلك توقف عدد من المحالج ومعامل الغزل والنسيج عن العمل، لعدم توافر المواد الأولية المطلوبة لتشغيلها وفتح الباب لاستيرادها وتخصيص جزء من القطع الأجنبي لذلك، إضافة لضرورة إقامة المزيد من السدود والسدات لتأمين مياه الري وتنمية الثروة الحيوانية التي استنزفت خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية، وتأسيس وحدات تصنيع الألبان والأجبان ووحدات تجميع متنقلة لها والتركيز على الزراعات الأسرية ومشروع المرأة الريفية وتصريف وشحن الإنتاج الزراعي.
أروقة محلية – بسام زيود