ثورة أون لاين – فؤاد الوادي:
لطالما حفلت تجارب التاريخ بتلك النهايات والمآلات المأساوية لأفراد وأناس وكيانات باعوا أوطانهم وخلعوا انتماءهم وهويتهم ووطنيتهم، واستظلوا بعباءة الأجنبي والمحتل الذي أكلهم لحماً ورماهم عظماً تذروه الرياح في العراء، بعد أن امتطاهم وجعل منهم أدوات رخيصة لتحقيق أهدافه وطموحاته الاحتلالية والاستعمارية.
الممارسات الوحشية والإرهابية التي تقوم بها مجموعات (قسد) المرتبطة بقوات الاحتلال الأميركي بحق الأبرياء والمدنيين في الجزيرة السورية، سيذكرها السوريون طويلا بشيء من الأسى وكثير من الحزن، لأننا كشعب كنا ولا زلنا نؤمن ونراهن على انتمائنا ووحدتنا وهويتنا الواحدة والموحدة لهذا الوطن الذي يستمد جماله وقوته ووجوده من تنوعنا الفكري والثقافي والديني والسياسي.
(قسد) تراهن على المحتل الأميركي وشريكه الإسرائيلي من أجل تحقيق أوهامها الانفصالية التي غرسها الأخير في أعماق بنيتها الوجودية كأداة له، لكن (قسد) جهلت أو تجاهلت في الوقت ذاته أن الأميركي نفسه غير قادر على تحقيق أي من أطماعها وأوهامها الاستعمارية في سورية، وهذه حقيقة كشفتها وعززتها سنوات الحرب الماضية التي لم تستطع فيها الولايات المتحدة وشركائها وأدواتها قلب الواقع أو تغيير أي من القواعد والمعادلات المرتسمة على الأرض برغم حجم الدمار والخراب والدماء الذي أحدثته وأراقته.
مرتزقة (قسد) أصموا آذانهم ،وأغمضوا عيونهم عن تجارب ودروس التاريخ، لأنهم لم يتعلموا منها شيئا، بعد أن شاهد الجميع كيف رمى الأميركي والصهيوني بعملائه وأدواته على أرصفة الزمن ومزابل التاريخ، ليتسولوا ويستجدوا ويحلموا برغيف خبز، بعد أن كانوا يحلمون بأطماع انفصالية كان المحتل قد وعدهم فيها على مقاسات أجنداتهم وأوهامهم التقسيمية والتخريبية التي تدمر الأوطان ،وتعبث بحقائق التاريخ والجغرافية.
ممارسات مرتزقة (قسد) باتت تشكل خطرا كبيرا على السوريين في المناطق التي تنتشر فيها تلك المجموعات بدعم مباشر من المحتل الأميركي الذي جعل منهم قواعد ومنصات متقدمة لسياساته وممارساته الإرهابية والاحتلالية من أجل ترويع السكان الأبرياء ودفعهم إلى ترك منازلهم أو القبول والخضوع للأجندات الأميركية والاحتلالية والاستعمارية، إلا أن الأمر بحسب الواقع أضحى يلقى مقاومة شعبية من الأهالي في تلك المناطق، وهذا وحده كفيل بإيصال رسالة حاسمة إلى أولئك المرتزقة والأطراف الداعمة لهم، لاسيما الولايات المتحدة، بأن الرهان على المحتل والعبث بخارطة الانتماء والهوية والتاريخ هو انتحار حتمي، ودفع بالأمور إلى التصعيد الكارثي الذي قد يكلف المحتل الأميركي وأدواته الكثير