لم يغلق المبعوث الأممي غير بيدرسون حسابات الجولة المرتقبة للجنة مناقشة الدستور بعد، بل بقيت مفتوحة على عتبات السنة الجديدة دون أجندة للمواعيد … فلا تاريخ محدد لانعقاد الجلسة السادسة، ولا هدايا سياسية تذكر بعد من الأمم المتحدة ..حتى على مستوى حماية القانون الدولي الذي ينتهكه اردوغان بقطع الماء على الحسكة وضخ التتريك في الشمال السوري على مساحة احتلاله للأراضي السورية …
الزائر الأممي الى دمشق بدى متفائلا بابتسامته الدبلوماسية أمام عدسات الإعلام، ولكن حجم العملية السياسية في جينف والثقوب التركية والأميركية قد ترهق المهمة، وتشد الوسيط الاممي إلى الانزلاق في المتاهات الأميركية والتركية التي تشعل أرضية العملية السياسية بالعقوبات والحصار والاحتلال.
لذلك وللمرة الأولى يجد بيدرسون أن كل التطورات على الصعيد العربي تجاه سورية لا تكفي، فقال إن المسألة لا تتعلق بالعرب وحدهم ..ابتسامة بيدرسون كادت تختفي وهو يقول أن هناك أيضا الأوروبيون والأتراك والأميركيون، وهذا يشير إلى أن مساحة التأثير الاممية قد تكون محدودة وضعيفة إذا ماتعلق الأمر بواشنطن وأوروبا واردوغان، فالأهداف الغربية لا تبدو أنها تسعى لحل الأزمة في سورية، بل لإطالة مدة الحرب أقصى ما يمكن، وتثبيت قدم الاحتلال الأميركي في التنف حيث الموقع الاستراتيجي الذي تحلم به “إسرائيل” ..ولكن..
ما هو للعملية السياسية هو للعملية السياسية، وما للاحتلال من مواجهة ودحر فلن تتوانى عنه دمشق كما كانت وتبقى بسواعد وهمم رجال الجيش العربي السوري ..واذا كان بيدرسون يأمل أن تكون السنة القادمة مليئة بالتطورات الايجابية والفأل السياسي الجيد لمهمته ووساطته في لجنة مناقشة الدستور فهذا من حقوقه الدبلوماسية، أما الواجب الاممي فيجب أن يكون له مساحة في العام القادم أقلها في تعرية الأطراف المعرقلة للعملية السياسية والمنتهكة للقانون الدولي كاردوغان مثلا، “فالسلطان” ينتظر هدايا سياسية من “آستنة” ..ولا ضير لديه إن سرق اكياس بابا نويل السياسي، أو أرسل بعضا من إرهابييه لإفراغ ما في جعبته .. فالطريق الدبلوماسية والسياسية مليئة بقطاع الطرق التركية والأميركية ..فهل يصل بيدرسون إلى آماله كما يقول !؟.
من نبض الحدث- عزة شتيوي