الغربة والقهر في «أفيون الستائر»

 

الملحق الثقافي:محمد خالد الخضر:

«أفيون الستائر» مجموعة قصصية للأديبة نجد سعيد رجوب لخصت فيها مأساة الإنسان الذي يعاني القهر بأنواعه ويعيش الغربة على أنها أقسى أنواع القهر، ويعاني الظلم الذي يقترب من الذل في كثير من المناحي، ثم تصنف الألم على أنه لغة النبلاء عندما يصاغ في النتيجة بشكل يؤدي إلى جنس أدبي.
السرد القصصي الذي تحرك في متحولات المجموعة يشي بوجود موهبة ضغطت على صاحبتها حتى أغنتها ووشتها بالخبرات الاجتماعية أولاً التي تعتبر مصدر الانفعال الوجداني لأي جنس أدبي، والمصدر التطبيقي لأي بناء قصصي على أن أي قص يخلو من الوجدان والواقع بالضرورة لا يؤدي إلى أدب حقيقي. من أجل هذا نجد أن الانفعالات السيكولوجية في معتمدات القص لا تخالف الواقع كما أنها مفعمة بالعاطفة وبالمؤثرات النفسية التي غالباً عاشتها نجد رجوب فكونتها على الورق بمحاولات ناجحة لدخول بوابات تاريخ القص الذي أصبح حضوراً مهماً في تجسيد الواقع بمستقبل يجب أن يعرف على الأقل بعضاً من ملامح الشخصيات المكونة لبيئات مختلفة تناقضت من أجل مجهول لا يغني ولا يثمن من جوع.
تبدأ الكاتبة بالإهداء لكن واقع هذا الإهداء شمل كل المؤثرات النفسية التي علقت بذاكرتها منذ الطفولة إلى أن كتبت سطورها الواعية إلى ما دار وما يدور وما تتوقعه أيضاً، فنجد أنها لا تمس أي مؤثر بضغينة فكانت إنسانة مع كل من عايشته عن قرب وعن بعد، وكانت إنسانة أيضاً في كل ما لامسته وعايشته وصولاً إلى الأثاث المنزلي الذي كان ملازماً لمتحولات حياتها والذي كان ملتصقاً بمتغيرات حياتها.
المفاجئ في المجموعة أنه لأول مرة يرصد السرد القصصي بشكل نفسي واقع ساعات الألم التي تؤدي إلى خلق الانسان، وقد يكون هذا الوصف قريباً من واقع إن لم يكن هو بعينه، فتنقل إلى القارئ حالات وجدانية نتيجة ذلك الانفعال الذي تسببه الذاكرة مشتعلاً بأساس صادق. وهذا ما جاء في قصتها «طفلة من هليوم» التي تنقل فيها المتلقي ليكون متألماً جداً الى الساعة التي خلق فيها وكان على قيد الحياة المجهولة المصير.
ثم لا يختلف الأسلوب عند الأديبة، وإن كانت قد استخدمت في بنائها السردي أسلوب الحاضر والغائب والأنا لتتمكن من إقناع ذاتها الموهوبة التي تسعى لإقناع المتلقي. وهكذا تكون قد استخدمت في قصة «الغربة والحرب» أسلوباً مغايراً لقصة «طفلة من هليومً التي تقمصت الروائية فيها شخصية البطلة .
أما «الغربة والحرب» فحركت شخوص القصة لتعبر عن ألمها وجرحها بسبب ما يتعرض له الوطن بعد حرب تهدف لالتهام الأخضر واليابس.
ثم يتغير في قصص أخرى كل التكوين البنائي، فتذهب إلى الومضة أو تقديم القصة على أنها حالة سردية واحدة، كما جاء في قصة «سقوط عربة ورثاء حورية» دون أن تمس العاطفة وحضور شخصية السارد الأديب.
في قصص جاءت بعنوان «مسرح العرائس، شموع معطرة، دهاليز» تمردت الأديبة على أساليب القص المرتكزة على بنائيات مألوفة يعتمدها الكتاب والأدباء لتدخل في قناعاتها الشخصية في طرح ذاتي تعتبره مهماً في حياتها وهذا يبقى في مجالات الخلافات النقدية.

التاريخ: الثلاثاء14-7-2020

رقم العدد :1005

 

 

آخر الأخبار
مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار "أموال وسط الدخان".. وثائقي سوري يحصد الذهبية عالمياً الرئيس الشرع  وعقيلته يلتقيان بنساء سوريا ويشيد بدور المرأة جعجع يشيد بأداء الرئيس الشرع ويقارن:  أنجز ما لم ننجزه الكونغرس الأميركي يقرّ تعديلاً لإزالة سوريا من قائمة الدول "المارقة"   أبخازيا تتمسك بعلاقتها الدبلوماسية مع السلطة الجديدة في دمشق  إعادة  63 قاضياً منشقاً والعدل تؤكد: الأبواب لاتزال مفتوحة لعودة الجميع  84 حالة استقبلها قسم الإسعاف بمستشفى الجولان  نيوز ويك.. هل نقلت روسيا طائراتها النووية الاستراتيجية قرب ألاسكا؟       نهاية مأساة الركبان.. تفاعل واسع ورسائل  تعبّرعن بداية جديدة   تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة  أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب