ثورة أون لاين:
كتاب (عشَّاق الحياة… مقاربة معرفيّة)تأليف: د. حسن حميد:
دائماً وفي كلّ الأوقات كانت الأسماء الأدبيّة العالميّة ذات مهابة وحضور ومكانة لأسباب كثيرة لعلّ في طالعها التجربة الخضيلة، والافتراعات البكر، والرؤى الباصرة، والمواقف النبيلة، ومن هنا تحديداً تأتي أهمية مفهوم المثاقفة ما بين الشعوب والأمم..
ولأن تجربة أدبية واحدة مثل تجربة بوشكين الأدبية تُعرّف بالبلاد الروسية، وتجربة مثل تجربة حافظ الشيرازي تُعرّف بالبلاد الإيرانية، وأخرى مثل تجربة إدغار آلان بو تُعرّف بالبلاد الأمريكية، لهذا فإن التجارب الأدبية كانت وستظل مولّدة للأحلام، وراسمة لسلالم القيم الإنسانية التي يصعدها الأفراد، وترعاها المجتمعات وتبديها بكل الاعتزاز والفخار.
هنا… وفي هذا الكتاب تقليب لصفحات تجارب عالمية لأعلام مثل: بوشكين، وإدغار آلان بو، وأورهان باموق، وخوسيه ساراماغو، وهارولد بنتر، وآلن باتون، وحافظ الشيرازي، وبودلير، ولوكليزيو، ولطيفة، وغاريبالدي، وماسينيون… لقراءة تجاربهم بذائقتنا نحن، والحكم عليها بما ولّدته لدينا من رضا!
كتاب (عشَّاق الحياة… مقاربة معرفية)، تأليف: د. حسن حميد، يقع في 310 صفحات من القطع المتوسط، صادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2020.
تراث
ضمن سلسلة “ثمرات العقول” صدر كتيب (المختار من عيون الأخبار لابن قتيبة الدينوري)، تأليف: د. محمد شفيق البيطار.
كتاب (عيون الأخبار) واحد من كتب الأدب العامة في المكتبة العربية، بل من حق أن يُعدَّ من كتب الثقافة الإنسانية، لما احتواه من آثار العرب واليونان والهند والروم والفرس ومن علومهم جميعاً؛ وكان اللسان العربي المبين الوعاءَ الأنيقَ الذي حمل هذه الثقافة الإنسانية حين امتزجت في ظلال دوحة الحضارة العربية الإسلامية؛ ومؤلفه واحد من أعلام العلماء الثّقات في علوم عدة.
وهو من أهم مصادر كتب الأدب التي جاءت بعده فاستقت منه ونسجت على مِنواله، وقد جمع الحكمة والأخبار والأشعار والأمثال وبديع الأقوال في نواحي الحياة، ولذلك استحق أن يصفه ابن دُريد بأنه واحد من متنزّهات القلوب.
كتيب (المختار من عيون الأخبار لابن قتيبة الدينوري)، تأليف: د. محمد شفيق البيطار، يقع في 191 صفحة من القطع المتوسط، صادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب
نقد
ساحر المخيلة
يبتكر سليم بركات شعباً على طريقته، ويخترع له العراء مسكناً، ويختار له لحظة التكوين الأولى أصلاً وفصلاً: «معهم ذبابةُ القِدَمِ يتصيدُ بها الغامضُ، في شصّه، حنكليسَ الأرواح». وعلى رغم صلادة القشرة الخارجية، نجد هنا جوهر الكلمة شفافاً، يضمر روحاً على وشك البكاء أو الانكسار، وبركات يبري قلمَه بسكّين الدهشة، متعمّداً اصطياد روح في كلّ دلالة، رافضاً السقوط في التكرار، واصفاً أحوال شعبه البطر، الذاهب في الحلم حتى حدود الخطر، وحتى خطّ الزّوال الأخير: «يقايضون شهباً داعرةً، في حانات الفلكِ الداعرِ، بميتات مهشّمة كالبطيخ على أكتاف الحمّالين».
تشبه قراءة سليم بركات التزلجّ فوق جليد صقيل، إذ يجدُ القارئ نفسَه متحفّزاً دائماً للسقوط، ويرى التهلكةَ بأمّ عينه منحوتةً بإزميل الدهشة، وبلاغة بركات فريدةٌ حقاً في المشهد الشعري العربي، وبخاصّة أنّها تؤسس لقطيعة جمالية مع نصّ الأسلاف، قدامى وحداثيين، على حدّ سواء، فهذا الشاعر، المولع بالنحت اللغوي، يتعمّدُ نسفَ الطرائق التقليدية في الكتابة، داعياً المتلقي إلى التخلي عن يقينه الجاهز، و التأمل في شبكة علاقات رمزية جديدة، قوامها كنايات تتدافع و تتطاحن، وتصدم، بلا ريب، الذائقة التقليدية، وتخلخل أسسها الفنية. إذ ينبغي على القارئ أن يكون مستعداً للغوص عميقاً في بحر استعاراته المتلاطمة، التي تؤسس لحساسية جديدة، وتذهب في النفي الدلالي إلى أقصى حدّه الأقصى، ما يصيبُ المعنى، كما تألفه، في مقتلٍ، صدر الكتاب عن دار التكوين بدمشق .