افتتاحية الثورة – بقلم رئيس التحرير علي نصر الله-:
العملية الديمقراطية، انتخابات مجلس الشعب، كاستحقاق دستوري وطني، كحق وواجب، يُنجزها السوريون يوم غد الأحد 19 تموز 2020 ليس فقط انطلاقاً من كَونها شأن وطني داخلي اختبرته سورية وخَبره شعبها مرات ومرات كإحدى أهم الدول في الشرق التي يُحَدِّثُ التاريخ بتجربتها الديمقراطية، إنما لأنها تَنطوي أيضاً على الكثير من المَضامين السيادية والرسائل السياسية.
انتخاباتُ مجلس الشعب كعملية ديمقراطية لا شك أنها مفصل مهم على كل المستويات، غير أنها في هذا التوقيت تَكتسب أهمية إضافية، ذلك أنها تأتي وسط تحديات كبرى ربما أهمها مُواجهة الإرهاب الاقتصادي الأميركي – الأطلسي، ذلك من بعد إلحاق الهزيمة بالإرهاب التكفيري الذي رعت مشروعَه الولايات المتحدة ومنظومة العدوان ومُلحقاتها.
المضامينُ السيادية للانتخابات التشريعية لا تُؤكد فقط استقلالية القرار الوطني السوري، بل تَجتمع مع الرسائل السياسية التي يُوجهها شعبنا ليُؤكد من خلالها صلابة الموقف الوطني، والالتفاف خلف جيشنا البطل وقيادتنا الشجاعة والحكيمة، ولتأكيد رسوخ إرادة الصمود بمواجهة مُخططات العدوان والاستهداف، ولتَعزيز القدرة على صناعة النصر الكامل، وتَحويل العقوبات ومُحاولات العزل والحصار إلى مناسبة للنهوض على طريق التنمية والبناء.
يُدرك السوريون أن المعركة مع الإرهاب التكفيري لم تنته، لكنهم يُؤمنون بأنها لن تنتهي إلا بالنصر المُؤزر، بدحر الدواعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى، وبجعل الداعمين لها يُلملمون رغماً عنهم الأشلاء والحُطام ويرحلون عن سورية والمنطقة.
يُدرك السوريون أن المعركة مع رُعاة الإرهاب مُعقدة وقاسية، غير أنهم لا يَتهيبون خوضها، بل ربما انتصاراتهم الناجزة فيها بالأمس، ستكون الحافز الإضافي لاستكمالها، فمن صَمَدَ في ثمانينيات القرن الماضي بمُواجهة العقوبات الأوروبية يَكتنز قُدرات ذاتية تُمكنه من إسقاط ما ترمي له المحاولات القائمة التي تَجمع إلى الولايات المتحدة الغرب ومُلحقاته في المنطقة وخارجها.
يَتوجه السوريون إلى صناديق الاقتراع لانتخابات مجلس الشعب بكثير من الأمل ليس فقط من أجل صناعة مُستقبل أفضل على مستوى تَوفير مُقومات الصمود وتَعزيزها، بل لإنتاج مَجلس قوي يُسهم إسهاماً مُهماً بتصليب موقف ودور سورية الريادي، ويَدفع قُدماً بكفاءة واقتدار نحو خَوض معركة إعادة إعمار ما دمرته الحرب العدوانية الإرهابية.
يَندفع السوريون للمُشاركة بالانتخابات وهم أكثر تَصميماً على مُقاومة كل أشكال الإرهاب والاحتلال، وأكثر إصراراً على كَسر وتَحطيم مُخططات تحالف الشر والعدوان، لتَبقى سورية الحلقة الأهم في الشرق والأساس في مُعادلات الحرب والسلام.
انتصارٌ انتخابي – ديمقراطي جديد سيُضيفه الشعب السوري إلى سلسلة الانتصارات السياسية السيادية المُتحققة على جميع الجبهات والمحاور، وإلى الانتصارات العسكرية الناجزة التي حَققها جيشنا الباسل في أربع جهات الجغرافيا الوطنية.
إن مشكلة منظومة العدوان بالقيادة الأميركية مَعنا في سورية مُستمرة، وستستمر، ذلك أنّ سورية كانت وستَبقى حرة مُستقلة، قرارها بيدها مَحض إرادتها، خلافاً لكل من قَبِلَ أن يكون تابعاً مُرتهناً لواشنطن والغرب المُتصهين.. من الواضح أنّ ثمة مُشكلة لا يُمكن العثور عليها بين هؤلاء وأولئك!.