ثورة أون لاين-عمار النعمة:
تحتفي الشاعرة رنا محمود بالوطن والارض والحياة في كل ابداعها , وجديدها الذي صدر منذ فترة قصيرة جاء تحت عنوان «الأرض بعض ظلي» صدرت عن دار أرواد للطباعة والنشر في 113 صفحة من القطع المتوسط وفيها مجموعة من القصائد التي تجسّد فيها هموم المرأة والمجتمع والإنسان.
ولأنها ابنة البحر وزرقته وجماله, ها هي ترسم مشهداً شعرياً نابضا بالحياة يعتمد على البحر كأحد مرتكزات الصورة الشعرية بألوانها المختلفة, لتعلو الكلمة على ذاتها فتنساب إلى ذهن المتلقي بكل جمال وعفوية كفيض من ندى على قامات اجفاننا.
من منح البحر ذاكرتي؟
من وهبه مفاتيح زرقتي كي يغزو سمائي؟
أنا الزرقاء ومن يدي أطلق البحار
نوارس لعيون الصبيات ولفصول النساء
تركت خلفي كلّ ما يفسد جدواي
وبقيت وحدي مع بحري أغازل السماوات
برمشين فيروزين وشهاب !
وللحب حكاية جميلة في شعر بوحها, فهي تكتب بروح العاشق, وعين المُغرم للازهار والأرض والتراب والماء للتعبير عن كل خلجة من شعور, فتتقافز كلماتها العذبة بانسياب جميل:
, رائحة حبك استنشقها بين سطوري
أكتب بقلب حمامة يأخذها الهديل
وأعرف أنك تنتظرني
وتصير المسافات رمشا لحلمنا القديم
عرفت روحي في كثب الهواجس عاشقة
وحين عرفتك هاجستك برؤاي
وسمعت همسك بكل انفعالاته
تأكدت أنني لم أعرف روحي
بعد ياحبيبي .
وعلى الرغم من صوت الحنين والحب الذي يجتاح وجدان رنا, إلا أننا نراها متمردة في بعض نصوصها ففي رسائها استنفار وثورة توقظ المشاعر والاحاسيس, امتزجت معطياتها بالحواس, فعبرت عن فكرها ومشاعرها تجاه الوجود كطائر الفينيق الذي نهض ليدفع الغبار والظلام والجدران البالية بمختلف الأفكار العقيمة فتقول:
بركان أ نا .. حطمت كل الحصون والأسوار
أوقدت نار الشرق من حممي
وكويت أنفاس الورى في نهدة اللهب
أنا امرأة أتت من قسوة الأيام والزمن
سأكسر عنق مقصلتي
وأوثق كفّ من ضربوا ومن شتموا
ومن نهروا ومن كفروا بآياتي .
والوطن عند صاحبة مجموعة “صرخة أنثى” مساحات شاسعة من الحب والأمان والاطمئنان, فمن خلاله نضيء حياتنا , ونبصر النور الحقيقي, فمهما طال الزمن يبقى هو الثوب الأطهر الذي يحتوينا جسداً وروحاً .
وطني بالحبر أو بالحرب سأفك ظلامتي
يا يراع ظلامتي يا أيها القلم النبي
ياكفيل كرامتي
باسمك .. باسم الحب ستزهر الصفحات
وطني يا أيها المزروع وسط قصيدتي
وطناً تُعانقه على رمش الهوى كل الحضارات .