الثورة اون لاين:
خلص العلماء منذ عدّة أشهر إلى أن فيروس كورونا يمكن أن يبقى عالقاً في الرذاذ الصادر عن المرضى حين يتكلمون ويتنفسون، من دون أن يكون هناك أيّ دليل حتى الآن إن كانت هذه الجزيئات الصغيرة معدية.
إلا أنّ دراسة حديثة أجراها علماء في جامعة نبراسكا ونشرت بشكل مسبق هذا الأسبوع، أثبتت للمرة الأولى أن جزيئات فيروس كورونا أخذت من هواء غرف مرضى “كوفيد 19″، قادرة على التكاثر والتسبّب بالتالي بعدوى.
وهذا يعزّز فرضية انتقال الفيروس ليس فقط عبر السعال أو العطس، وإنما عبر التحدث بطريقة عادية والتنفس، وأن الجزيئات المعدية من الفيروس يمكنها أن تبقى عالقة لمدة طويلة في غياب التهوية، وتقطع مسافة تفوق المترين التي يوصى بها ضمن إجراءات التباعد الاجتماعي.
والنتائج لا تزال تعتبر أولية، ولم تدرسها بعد لجنة القراءة في مجلة علمية من شأنها أن تؤكد الطريقة التي استخدمها العلماء للوصول إلى هذه النتيجة.
ونشرت النتائج الاثنين الماضي على الموقع الإلكتروني “ميدركسيف”، حيث يمكن للأوساط العلمية التعليق بحرية.
حيث أخذ الباحثون العينات من الهواء في غرف 5 مرضى مستلقين على الأسرة على مسافة 30 سنتم فوق حافة السرير من جهة القدمين.
وكان المرضى يتحدثون بشكل عادي وكان بعضهم يعطسون، وتمكّن العلماء من جمع جزيئات يقلّ قطرها عن 5 ميكرونات وتحمل فيروس كورونا أو حتى أقل من ميكرون.
ثم قاموا بعزل الفيروس ووضعه في بيئة خاصة من أجل التكاثر، وخلصوا إلى أن ثلاث من العينات الـ18 التي تم اختبارها كانت قادرة على التكاثر.
ورأى البروفسور أن هذا الأمر يثبت بأن الجزيئات الصغيرة في الهواء القادرة على قطع مسافات أكبر من الجزيئات الكبرى، قادرة على أن تسبب الإصابة للأشخاص، فإنها تتكاثر في بيئة زراعة الخلايا وبالتالي هي معدية”.
وسبق أن أقرّت الأوساط العلمية باحتمال انتقال الجزيئات الصغيرة للفيروس عبر الهواء، ما أدّى إلى تزايد الدعوات لوضع الكمامات.