ثورة أون لاين:
ابتكر فريق من جامعة ولاية بنسلفانيا جهازاً صغيراً يحوّل بعض الحرارة المهدورة – في مواسير المنازل والمكاتب مثلاً – إلى كهرباء نظيفة، بدل فقدانها كلّها في الغلاف الجوي.
صحيح أن فكرة الأجهزة الكهربائية الحرارية قديمة، لكنها لم تكن عملية في الواقع، وأما النماذج الجديدة فقال الفريق إنها حققت نتائج واعدة لم تتحقق قبلُ إلا في المختبرات، وأنها نظيفة تماماً لا تُصدر كيمياويات أو انبعاثات، وإنما توضع قرب مصدر الحرارة فتعتمد على حركة الإلكترونات من الناحية الأسخن إلى الناحية الأبْرد.
حيث تَصلح التقنية للتبريد أيضاً، لأنها عندما تمد بالكهرباء تَبرد وتُكثف الرطوبة إلى جليد، فتستطيع أن تحل محل تقنيات التبريد التي تلوث الجو بغازات غير صديقة للبيئة؛
فقد يولّد الجهاز طاقة أعلى بنسبة 28% وأكثف بنسبة 162% مما تولده الأجهزة التجارية، مع أن صنعه تطلَّب نصف المواد الخام التي تتطلبها تلك الأجهزة الأخرى في المعتاد، وهذا يجعله أقل تكلفة وأخف خفةً تجعله قابلاً حتى للبس لِحصْد بعض حرارة أجساد البشر وتوفير طاقة متجددة.
الجهاز مكوَّن من صف ألواح صغيرة، قائمة على ساقين؛ ويَسهل تغيير قدراته ليناسب مختلف المصادر الحرارية بتغيير حجم الساقين أو المسافة بينهما أو نسبة الامتداد وما شابه هذا.
بل صنع الفريق مواد تناسب مختلف درجات الحرارة، ليتسنى عمل أنموذج متعدد الطبقات، كل طبقة تناسب درجات حرارة محددة، لزيادة الكفاءة؛ لا يكفي مجرد صنع نموذج موحّد لمختلف الظروف، وإنما ينبغي أن يناسب التصميمُ المكانَ الذي فيه يُوضع.
إنّ مجال الديناميكا الحرارية مجال قديم، لكن انتُهج فيه نهج مجزَّأ؛ وأرى أننا وضعنا بنظرتنا الشاملة أساساً جيداً يتيح للمجتمع تحسين أجهزته الخاصة بالتحويل الحراري الكهربائي.