في يوم قائظ

 

ليس بكاء على الأطلال، ولاهو بحث عن زمن جميل، فلكل زمان جماله، إنما هي صفحات من جرح اسمه العمر، فيه الورود والرياحين، وفيه الشوك القاسي الذي يصل حد أن يكون نصلاً لايمكن البرء منه، لكنه جميل، جميل بكل ما فيه وبكل ما يترع من حزن وألم وأمل، جرب أن تقلب حروف الألم لتصبح (الأمل) هل فعلت ذلك؟ اطو صفحة من الحزن والإحباطات وتذكر أنك في زمن الإنسان، بغض النظر عن كل التوحش الذي تراه أمامك، فقط اغمض عينيك، وعد إلى مهد كونك الأول، حضن أمك، استرجع هدهدتها لك، تذكر كم جاعت وتعبت، أكل الزمن ورد حياتها لتكون أنت، لنكون نحن، أليست أمك أمي، أمي أمك؟

لن تقول: لا، ستقول نعم، بكل تأكيد، حقيقة كعين الشمس يعرفها السوريون، نعيشها بكل ما فيها، ألم تناديك سيدة بعمر أمك، وأنت لا تعرفها: يابني ..؟

فعلت ذلك كثيراً، وتفعل وستبقى، نعم هذا نداء الأمهات السوريات للأبناء، سواء أكانوا أبناء الصلب أم أبناء الوطن، نحن أنا وأنت إخوة في الآمال والآلام، في الحزن والفرح، بكل ما في تفاصيل وجودنا، في عينك دمعة كما يقول نعيمة يجب أن تكون في عيني، وفي قلبك فرح يجب أن يعبر من لوز شفتي ..أمنا الكبيرة وطن غال، وأمنا المعطاء عشتار الكون، لايمكن أن تكون خارج حساباتنا مهما كانت قسوتنا، ومهما امتد الجرح الفاغر فمه.

تروي أمي أنها وضعتني صباح يوم قائظ، بعد أن أحضرت حملاً من الحطب من واد سحيق، نعم، حمل من الحطب وكنا نسمي ذلك في قرانا (التحطيب) حيث لامازوت ولاكاز ولاغاز، أنت وجها لوجه مع مصيرأقل ما يقال فيه إنهم وضعوك بمواجهة وحوش ضارية، أنت أم هي فكنت أنت، فعل ذلك الطغاة العثمانيون حين احتلوا الوطن، وجاء من بعدهم الفرنسي الذي استعصت عليه أرضنا الطيبة سورية، فكان في دامس الليل كما الخفافيش يرسل طيرانه ليحرق مواسم الحصاد التي لايستطيع الوصول إليها.

أمنا الكبيرة سورية تعبر مخاضها، وعلى ضفة الجرح الواسع ثمة مرافىء الهدوء، ثمة منارات من دم الشهداء، وعطر الأمهات، من صباحات كل عمل، لن نقنط ولن يغزونا اليأس والحزن مهما كانت المسافة بعيدة، فنحن نقرأ في كتاب الأمهات، نقرأ في كتب حبرها دم، وصفحاتها من مزق القلوب، وإذا لم يكن الوطن كتاباً، ولم تكن الأمهات أنبل هذه الكتب فكيف يقرأ الأبناء، سنقرأ باسم هؤلاء جميعاً، ومن كتبهم، واليوم ونحن نحتفي بقرن على ملحمة ميسلون، نردد قول محمود درويش:

الله أكبر

هذه آياتنا فاقرأ

باسم الفدائي الذي خلق

من جزمة أفقا

باسم الفدائي الذي يرحل

من وقتكم .. لندائة الأول

الأول الأول

سندمر الهيكل.

باسم اليوم القائظ، وباسم أمنا سورية، سيكون فجرنا .

معاً على الطريق-ديب علي حسن

آخر الأخبار
دمج الأطفال بأنشطة حسية ولغوية مشتركة تعزز ثقتهم بأنفسهم     إغلاق مصفاة حمص وتحويل الموقع لمستشفيات ومدارس        لبنان في مرمى العزلة الكاملة.. "حزب الله" يسعى وراء مغامرة وسوريا ستتأثر بالأزمة    وزير الطاقة: تخفيض أسعار المشتقات النفطية لتخفيف الأعباء وتوازن الاستهلاك     الرئيس الشرع: الإدارة الأميركية تتفق مع هذه الرؤية   "مجلس الشيوخ" الأميركي يقرّ اتفاقاً لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد  درعا تعيد صوت الجرس إلى ثلاث مدارس   أميركا تخطط لبناء قاعدة عسكرية ضخمة قرب غزة بقيمة 500 مليون دولار  وسط صمت دولي.. إسرائيل تواصل انتهاكاتها داخل الأراضي السورية بهذه الطريقة  تعاون مرتقب بين "صناعة دمشق" ومنظمة المعونة الفنلندية  "التربية والتعليم" تعزز حضورها الميداني باجتماع موسع في إدلب 80 فناناً وفنانة في مبادرة "السلم الأهلي لأجل وطن"  خسائر بأكثر من سبعة ملايين دولار بسبب فساد في القطاع العام     ترامب يحذر الشرع من إسرائيل:  هل بقيت العقبة الوحيدة أمام سوريا؟   تنفيذ طرق في ريف حلب ب 7 مليارات ليرة  الكهرباء تكتب فصلاً جديداً في ريف دمشق.. واقع يتحسن وآمال تكبر السكك الحديدية السورية.. شريان التنمية في مرحلة الإعمار  بمشاركة سوريّة.. الملك سلمان يتحدث في مؤتمر "من مكة إلى العالم" جودة الخبز ورفع الجاهزية على طاولة التجارة الداخلية  "مهرجان تسوّق حلب".. عودة الألق لسوق الإنتاج الصناعي والزراعي