الثورة أون لاين-آنا عزيز الخضر:
كيف يمكن لإنسان أن يختار الموت، وكيف بإمكانه أن يكره الحياة؟.. ماهي الظروف التي ساقته إلى هذا المنزلق الخطير وفق قرار يحمل كل تلك القسوة ويختاره عن قصد، وإلى أي حد يمكن أن ندينه ونوجه له أصابع الاتهام، وما المبرر الذي جعله يسير بقدميه إلى حتفه فيصل إلى الانهيار؟..
من المؤكد أنه ﻻيمكن لأحد أن يوافق على هذه الخطوة، ولأن مهمة الفن تعرية الحقائق وكشف المقدمات التي تؤدي إلى نتائج كارثية، فإن عليه النظر بعمق من كافة الجهات للخروج برؤيا ناضجة من شأنها أن تشير إلى مكامن الخطأ والمسؤولية الحقيقة.
نعم، إنها مسؤولية الفن في تقديم مقترحه الفني متضمناً الأبعاد الحقيقة بأمانة، وهو ماتناوله الفيلم الروائي القصير “على الحافة” باحثاً في مجرياته التي تطورت بآلية سمحت للمتلقي أن يتعمق في فكرته حول الانتحار.
الفيلم من إنتاج “شامية للإنتاج الفني”.. بطولة الفنان “عمر الذهبي” وسيناريو وإخراج “محمد شامية” الذي تحدث عن مضمون الفيلم قائلاً:
“تتالت مجريات الفيلم للحديث عن ظاهرة الانتحار، وإلى أي حدٍّ يتحمل الشخص المنتحر مسؤولية تلك الخطوة، وعدم اختزال أسباب الانتحار وخصوصيتها بقوالب معدة سلفاً ومأخوذة باعتبارات عديده لإخفاء مسؤولية المجتمع عن وصول أحد أفراده إلى هكذا قرار خطير. لذلك، فإن ماطرحته من خلال الفيلم كان في إطار من الأسئلة الواجب طرحها، بعيداً عن المنتحر وعما إذا كانت أسبابه تستحق الانتحار أم لا.. أيضاً، بعيداً عن التعتيم.
أما بالنسبة للحلول الإخراجية، فقد ركزت على لقطات اعتمدت بالكامل على إظهار حالة اليأس دون إظهار الشخصية جبانة، ومن أجل ذلك خلعت الشخصية حذاءها قبل الصعود للحافة، وكأنها بالميل الفطري تؤمن بالتمسك بالحياة وليس العكس.
نلاحظ أيضاً، حالة الكبح الموجودة عند الشخصية مأخوذة بالرادع الإلهي، وذلك عندما تنظر للسماء قبل أن تصعد إلى الحافة، وهي رسالة يراد منها القول، أن هذا الاندفاع نحو النهاية ليس حلاً.
شارك الفيلم بمسابقة البوابة الرقمية، وقد وصل إلى الدور النهائي من قبل لجان الفرز، وكان من ضمن 16 فيلماً مشاركاً في المسابقة