الثورة أون لاين – عائدة عم علي :
على وقع التهديدات الأميركية المتصاعدة ضد كوريا الديمقراطية، تتوهم واشنطن التي ما فتئت تؤجج التوتر في شبه الجزيرة الكورية أن باستطاعتها كسر الإرادة الكورية، وحرمان الكوريين من حقهم المشروع في الدفاع عن أنفسهم، في ظل هذا الكم الكبير من الضغوطات والتهديدات التي تمارسها الولايات المتحدة بحقهم.
على مدار السنوات الماضية، انتهجت الولايات المتحدة سلوكاً عدوانياً خطيراً ضد كوريا الديمقراطية وصل إلى حد التهديد باستخدام القوة العسكرية، وفرض سلسلة من العقوبات المتواصلة بحقها، وكل ذلك بهدف إجبار بيونغ يانغ التخلي عن أسلحتها الدفاعية والردعية، إلا أن كل تلك الضغوط والتهديدات جعلت بيونغ يانغ أكثر تمسكاً بأسلحتها النووية حفاظاً على أمنها وسيادتها، التي تسعى أميركا لسلبهما منها، من أجل إحكام سيطرتها على هذا البلد في وقت لاحق، لنهب خيراته وموارده.
وفي تحد جديد لسياسة الهيمنة الأميركية أعلن زعيم كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون أن أسلحة بيونغ يانغ النووية تضمن أمنها، وفق ما ذكرته وسائل إعلام رسمية، مجدداً التأكيد على أن بلاده لن تتخلى عن ترسانتها.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الديمقراطية إن كيم ألقى خطابا خلال لقاء للمحاربين القدامى في الذكرى ال67 لإبرام هدنة عام 1953 التي أنهت الحرب الكورية، وقال خلاله: إن الأسلحة النووية لبلاده ضمان لأمنها ولعدم اندلاع حرب في المنطقة، وأضاف: “بفضل ردعنا النووي الموثوق به والفعال للدفاع عن النفس لن تكون هناك أبداً كلمة حرب على هذه الأرض، وسيتم ضمان أمننا القومي ومستقبلنا إلى الأبد”.
وتصر بيونغ يانغ على حاجتها إلى ترسانتها النووية لردع أي غزو أميركي محتمل، وقد أمضت عقوداً في تطويرها رغم كل الضغوط الأميركية، وفرض عقوبات دولية عليها.
ومع السعي الأميركي الحثيث لتأجيج التوتر في شبه الجزيرة الكورية، تمر العلاقة بين الكوريتين بمرحلة جمود منذ شهور بعد انهيار قمة هانوي بين كيم والرئيس الأميركي دونالد ترامب العام الماضي.
وتعثرت المفاوضات النووية عندما وصل البحث إلى التنازلات التي يمكن لكوريا الديمقراطية أن تقدمها مقابل تخفيف العقوبات عنها.
وأعلن كيم في كانون الأول إنهاء تفاهم حول التجارب النووية والبالستية، كما أكدت بيونغ يانغ مراراً أنها لا تعتزم مواصلة المحادثات ما لم توقف واشنطن سياساتها المعادية تجاه كوريا الديمقراطية.
هذا وأعلنت كوريا الديمقراطية على لسان النائب الأول لمدير إدارة اللجنة المركزية في حزب العمل الكوري الديمقراطي كيم يو جونغ في السابع من الشهر الجاري أنها لن تتخلص في الوقت الحالي من برنامجها النووي، مشيرة إلى أن إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية يتطلب خطوات مهمة من قبل الولايات المتحدة
جاهزة