ثورة أون لاين-ترجمة ليندا سكوتي:
أصبح وضع قناع الوجه إلزاميا في المتاجر البريطانية وأقرت الحكومة فرض غرامة مقدارها 100 جنيه إسترليني على كل من يخالف القرار.
أُتخذ هذا الإجراء بعد التغيير الذي أجرته اسكوتلندا في أنظمتها بتاريخ 10 تموز، إذ عمدت إلى فرض الكمامة في المحال التجارية. أما في إنكلترا فقد سبق وأن فرضت على مواطنيها لبسها في المواصلات العامة. وجرى اتخاذ هذا القرار بعد مضي أشهر على إعلان بعض الوزراء عن عدم أهميتها على الرغم من اللجوء إلى تخفيف إجراءات الإغلاق.
في يوم الأحد الموافق 12 تموز، قال كبير وزراء المحافظين مايكل جوف أنه يجب الاعتماد على “الوعي العام” وعدم فرض الحكومة وضع الكمامة. لكن، في مطلع هذا الشهر، أكد باحثون على أهمية ارتدائها في الأماكن العامة حيث يصعب التباعد المكاني، وخاصة في المناطق المزدحمة.
لذلك نتساءل عن مدى فاعلية ارتداء قناع الوجه؟ وهل يحمي الشخص من التقاط الفيروس؟ أم أنه يمنع مرتديه من نشر أي مرض قد يحمله؟
هل يمكن أن يوفر قناع الوجه الحماية لنا؟
تغير موقف كل من الحكومة البريطانية ومنظمة الصحة العالمية ومركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة من موضوع ارتداء الكمامات خلال الجائحة، وأفضت تلك الارشادات المتغيرة إلى حالة ارتباك بشأن الفائدة المرجوة من قناع الوجه. وفي شهر شباط لم يشجع مركز الصحة العامة الإنكليزي الأشخاص على وضعه، إذ قال دكتور جيك داننغ (رئيس قسم الأمراض الناشئة والمعدية بين البشر والحيوانات) لصحيفة الاندبندنت “ثمة دليل ضعيف على جدواه في الحد من انتشار المرض لدى الأفراد المرتدين للأقنعة”.
وشرح دكتور داننغ الأسباب التي تجعل الكمامات عديمة الفائدة قائلا: ” لتكون تلك الكمامات ذات فعالية يجب ارتداؤها بصورة صحيحة وتغييرها باستمرار ونزعها بطريقة مناسبة والتخلص منها بأمان إلى جانب اتباع إرشادات الصحة العامة “. وفي ذات الوقت، شدد خبراء على ضرورة وضع قناع الوجه بالنسبة لأولئك الذي يقفون على الخطوط الأمامية في معالجة الأشخاص المصابين.
ومنذ ذلك الحين، أخذت دراسات متعددة تبين أن ارتداء أي نوع من غطاء الوجه على الأنف والفم يساعد في الحد من انتشار القطرات الفيروسية عند سعال أو العطس. وذكر تقرير نشرته مجلة نيتشر في شهر نيسان: “تخفف الكمامات من انتقال الفيروس عبر الرذاذ”. كما استخدمت دراسة أخرى فيديو فائق السرعة لتتبع مسار القطرات ووجدت أن أي غطاء للفم كان فعالا في منع وصول الرذاذ.
نشرت مجلة ذي لانسيت في 3 حزيران تقريرا دوليا حلل معلومات خلصت إليها 182 دراسة في 16 دولة، مفادها أن ارتداء “الماسك” يقلل فرص انتقال العدوى بـ كوفيد -19 إلى 3%. علاوة على ذلك، نشرت جامعة كامبريدج في 10 حزيران بحثا يؤكد أن أقنعة الوجه المصنوعة منزليا تقلل من انتقال الفيروس، وتمنع من حدوث موجة تفشٍ أخرى.
فهل الكمامة أساسية في وقف انتقال المرض؟
أجل، إنها أساسية، إذ بينت الأبحاث أن الالتزام بأقنعة الوجه لن يوقف التقاط كوفيد -19 فحسب، بل يخفف من فرص انتقاله إن كنت تحمل أعراض الفيروس ولا تعلم بإصابتك. وفي هذا السياق، نشرت منظمة الصحة العالمية بتاريخ 8 نيسان تقريرا يقول إن الكمامات لا تمنع من إصابة الأصحاء بكورونا فحسب، بل توقف انتشار الفيروس. واستندت على دليل قدمته هونغ كونغ يظهر أن انتشار استخدام الكمامات قد يقلل تفشي المرض.
ذكرت مجموعة تقييم بيانات الأوبئة الفيروسية: “تشكل أقنعة الوجه وسيلة هامة في وقف انتقال كوفيد-19 بين عامة السكان، كما خلصت تحاليلنا إلى أن استخدمها يخفف التفشي المستمر عبر الأشخاص الحاملين للأعراض وما قبل ظهورها شريطة استخدمها على نحو واسع وصحيح، وحتى لو كانت أقنعة منزلية الصنع، فإنها ستخفف من انتقال الفيروس.
وعلى الموقع الالكتروني للحكومة جاء ما يلي: “تشير الدلائل إلى أن الكمامات تساعد في حماية بعضنا البعض والحد من تفشي المرض ولاسيما بالنسبة للأشخاص الذين يحملون الفيروس التاجي دون أن تظهر عليهم أية أعراض”.
قال أستاذ الصحة العامة الدولية في كلية لندن، جيمي وورث، لصحيفة الاندبندنت أن: “الأقنعة مفيدة إن كنتَ تحمل الفيروس ولا ترغب بنقله للآخرين”. كما أكدت ذلك أيضا نتائج خلصت إليها منظمة الصحة العالمية.
بالإضافة إلى ذلك، ذكر الأستاذ في كلية لندن للصحة والطب في المناطق المدارية، ديفيد هيمان، الذي ترأس المجموعة الاستشارية والعلمية والتقنية في منظمة الصحة أنه: “إن لم يكن الأشخاص عاملين في أماكن الرعاية الصحية، فإن الكمامات لحماية الآخرين فقط وليس للحماية الشخصية” لذلك، ينبغي على الحكومة أن تجعلها إلزامية على كافة الناس.
THE INDEPENDENT