انفجار بيروت.. إشارات برسم الكيان الصهيوني!

ثورة أون لاين – عبد الحليم سعود:
لا يختلف اثنان حول حجم خطورة الكارثة التي ألمت بلبنان نتيجة الانفجار المروِّع الذي ضرب مرفأ بيروت، وأدى إلى أضرار مادية هائلة، وأزهق أرواح العشرات ،إضافة إلى إصابة الآلاف بجروح متفاوتة الشدة، وهي كارثة أصابت لبنان في أوقات عصيبة، حيث يرزح اللبنانيون تحت وطأة عقوبات مالية واقتصادية أميركية (قانون قيصر) تستهدف تركيع مقاومته وإسقاط حكومته الرافضة للضغوط، إلى جانب تهديدات رئيس حكومة العدو الإرهابي المأزوم بنيامين نتنياهو بتدمير لبنان إذا ردّت المقاومة الوطنية اللبنانية على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، وكان آخرها ما هدد به الأخير قبل ساعات من الحادث، بأن لبنان سيدفع ثمن أي رد لحزب الله، في وقت حاول خلاله الإعلام الصهيوني الترويج لإحباط ما أسماها محاولة زرع عبوة ناسفة داخل الجولان السوري المحتل.
ليس من المنطقي استباق نتائج التحقيق الذي وعد به رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب حول أسباب الحادث المروِّع لمعرفة الحقيقة، ولكن لمعرفة خلفيات أي حادث يجب قراءة التوقيت والبحث عن المستفيد، ولاسيما أن المنطقة تشهد توترات شديدة بسبب الوجود الأميركي في المنطقة والاعتداءات الصهيونية المتكررة إلى جانب الوضع السياسي والاقتصادي المتأزم الذي يعيشه اللبنانيون، فمعرفتنا بنيات الكيان الصهيوني تجاه لبنان ومقاومته التي هزمت الكيان شر هزيمة في عامي 2000 و2006 تجعلنا نشك بأن كل الحوادث الأمنية والاغتيالات التي ضربت لبنان في العقدين الماضيين – والتاريخ الإجرامي الطويل للكيان يؤكد ذلك ــ هي من صنع العدو الإسرائيلي.
ما يزيد شكوكنا بخصوص تورط إسرائيلي في التفجير (بشكل مباشر أو غير مباشر) هو مسارعة الكيان لنفي التهمة عن نفسه والتلطي خلف “رغبة” شديدة الوقاحة بتقديم المساعدة للبنانيين وهو الذي أدمن طوال تاريخه الاحتلالي على قتل وتشريد العرب وتدمير بلدانهم، والتفاخر بقدرته على ذلك، وكأن المطلوب فعلاً هو تأليب الرأي العام اللبناني ضد المقاومة وتحميلها المسؤولية عن هذه الكارثة، وخاصة مع الأصوات النشاز التي تدعي زوراً بأن حزب الله يتحكم بلبنان ويختطف قراره السيادي ويسيطر على الحكومة الحالية، من أجل إحراجه وربما جره إلى ما يخطط له الكيان الصهيوني من حرب أهلية تضعفه وتزيحه من المواجهة نهائياً.
ولعل الجميع يتذكر كيف وضع السيد حسن نصر الله الكيان الصهيوني في مأزق كبير قبل سنوات بسبب حاويات الأمونيا في ميناء حيفا التي وضعها ضمن الأهداف المشروعة للمقاومة في حال اعتدت إسرائيل على لبنان أو شنت حرباً ضده، وهنا نسأل ما الذي يمنع نتنياهو المأزوم داخلياً وخارجياً من استهداف بيروت بهذه الصورة المروِّعة كي يرهب الجبهة اللبنانية التي يعتبرها الأخطر على كيانه الغاصب.
إن الكارثة المروِّعة التي أصابت لبنان ، ووضعت حكومته وشعبه في محنة صعبة، وجعلت الإعلام المعادي للمقاومة يشن حملة مركزة على حزب الله، ومحاولة استدراج عروض التدخل الخارجي ل “تخليص” لبنان كما ادعى، يجعل المراقب يرسم إشارات استفهام بشأن هذا التفجير ،وما إذا كان مدبراً من قبل الكيان الصهيوني، ولا يمكن اعتباره ربما حادثا عرضياً عفويا نتيجة إهمال أو سوء إدارة، وفي المحصلة نتمنى أن تنجلي الأسباب الحقيقية للحادث المأساوي كي يستطيع اللبنانيون تجاوز آثاره المريرة، وألا يبقى كغيره من الحوادث المبهمة المتروكة لضعاف النفوس والمتآمرين كي يفسروها على هوى مصالحهم الخبيثة ونزعاتهم الحاقدة ضد لبنان وشعبه المقاوم

 

 

آخر الأخبار
استثناء الطلاب السوريين المتقدمين للشهادة اللبنانية من الحصول على الإقامة  شرطة درعا تعالج شكاوى سوق الحلال في مزيريب  MTN تبدأ بتفعيل الشريحة الالكترونية الإثنين المقبل أهال من نوى يتبرعون بـ 135 مليوناً لدعم المدارس شح بالمستلزمات ونقص كوادر صحية بمنطقة سلمية  25 يوماً مدة التقنين ببعض قرى طرطوس و " المياه " : الوضع مرتبط بتحسن الكهرباء   وزير الاقتصاد والصناعة :  ترخيص أكثر من 450 شركة محلية وأجنبية منذ بداية 2024   لتدارك انحباس الأمطار..  الخبير البني لـ"الثورة": خطة طوارئ لحماية المحاصيل الصيفية  الموزاييك الدمشقي..عراقة وأصالة الماضي   بعد لقاء صحيفة "الثورة".. احتضنته "بيت الإبداع" بالتشجيع والتكريم   تحذير أمني عاجل: حملة اختراق تستهدف حسابات WhatsApp في سوريا سوريا تبحث طباعة عملة جديدة...   تبديل العملة بداية الإصلاح أم خطر الانهيار ؟قوشجي لـ"الثورة": النجا... إخماد حريق في وادي الأشعري الذهب يعاود صعوده على وقع ارتفاع الدولار م. الأشهب لـ"الثورة": طحن الكلنكر حل مرحلي لمصانع الإسمنت المتقادمة من الثمانينيات إلى اليوم.. هل ينجح المجلس السوري - الأميركي هذه المرة؟ جامعة حمص تبحث آفاق التعاون الأكاديمي والتقاني مع تركيا الخيول العربية الأصيلة في القنيطرة رمز للأصالة والتاريخ "الفيجة" إنذار لا مركزي إصلاح أبراج التوتر المخربة مستمر بدرعا