الثورة أون لاين:
يوماً بعد يوم يزداد حول العالم عدد تطبيقات الهواتف الذكية التي تعمل على تحديد وتشخيص وتعريف الكثير من الأمور اليوميّة حولنا.
فهناك على سبيل المثال تطبيقات للتشخيص الطبي، تطبيقات للموسيقى لمعرفة المقطوعة التي تسمعها في لحظة ما وهناك تطبيقات لتحديد أنواع النباتات وأمراضها وسبل العناية بها، وهناك تطبيقات للتعريف بالحشرات وطرق التخلّص منها، والكثير الكثير غيرها.
إلا أنّ بعض هذه التطبيقات يبدو ضرورياً فعلاً، بشكل خاص في بيئات معينة، كتطبيق Critterpedia الأسترالي مثلاً!
هذا التطبيق أطلق في بلاد تشكّل موطناً لـ170 نوعاً من الأفاعي، معظمها سام، ونحو ألفي نوع من العناكب، لذا قد يكون أساسياً لإنقاذ حياة السكان.
حيث تطبيق Critterpedia يسمح لك بتحميل صورة ثعبان أو عنكبوت، ثم يخبرك فوراً بنوعه وإن كان هناك داع للقلق منه أم لا.
يقوم البرنامج بتحليل الصورة، ثم يستخدم خوارزميات ذكية للتصنيف، وبالتالي معرفة إمكانية التخلّص من الثعبان أو العنكبوت بنفسك أو وجوب اللجوء إلى مختص.
ورغم أنّ لدغات الثعابين والعناكب المميتة تصبح نادرة يوماً بعد يوم في أستراليا، إلا أنّ هذا النوع من المعرفة قد يجلب راحة البال لمستخدمي التطبيق.
ولا يزال التطبيق حاليّاً في مرحلة الاختبار، ويوصف بأنّه “محرّك بحث تعليمي”، لذلك سيقوم بتحديث البيانات والمعلومات باستمرار مع بدء المستخدمين بالتفاعل معه.
وحتى مع وجود الكثير من البيانات بالفعل، قد تكمن الصعوبة بتحديد فصيل معين عندما يبدو نوعان من العناكب أو الأفاعي متطابقين تقريباً.
يقول رئيس المشروع الدكتور مات أدكوك: إنّ “الاختلافات المرئية بين نوعين يمكن أن تكون دقيقة جدًا في بعض الأحيان، وبالتالي هناك حاجة إلى قدر كبير من بيانات التدريب للتحديد بشكل مناسب”، مضيفاً “لقد بدأنا بكمية هائلة من الصور حصلنا عليها من خبراء في علم الحيوان يتعاونون مع Critterpedia، وقمنا بتطوير مجموعة من الأدوات للمساعدة بالتعرف على الصور بشكل شبه تلقائي، والتحقق من المعلومات ومصادر البيانات الأخرى”.
وسيتاح للمستخدمين كذلك المساهمة بصورهم الخاصة للمساعدة بتطوير البيانات، كجزء من عملية اختبار المرحلة الأولى.
ويسعى مطوّرو التطبيق إلى نشر نوع من الوعي البيئي، ويأملون أن يسهم البرنامج الجديد بغرس شعور بالانسجام بين البشر ومكونات الحياة البرية في أستراليا، وتقدير البيئة واحترامها، عوضاً عن اللجوء إلى خيار التخلّص فوراً من العناكب والأفاعي، حيث يمكن للبشر والحيوانات التعايش بسلام، على حد قولهم.