ثورة اون لاين- بيداء قطليش:
بعد النجاح الباهر الذي حققته روسيا في إنتاج لقاح جاهز من شأنه إنقاذ البشرية من فيروس كورونا، لا يزال العالم يخوض سباقاً واسعاً، لأجل إيجاد لقاح ضد الفيروس التاجي، وسط مساع أميركية للفوز بإيجاد لقاح فقط من أجل الاستثمار فيه سياسيا وانتخابيا، بعيدا عن أي قيمة إنسانية، حيث كل شعارات الإنسانية التي تزعمها الإدارة الأميركية الحالية سقطت أمام مصالح ترامب الساعي لاستعادة الثقة بالدور الأميركي المفقود، في ظل المخاوف المتزايدة من موجة ثانية من الوباء في العديد من الدول.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي بشر العالم بإعلانه الثلاثاء أن بلاده طورت “أول” لقاح ضد وباء كوفيد-19 وسيبدأ إنتاجه اعتبارا من أيلول، أعقبه تصريح للرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن فيه عن عقد بقيمة 1,5 مليار دولار مع شركة “موديرنا” الأميركية لقاء 100 مليون جرعة من لقاح اختباري تطوره، وهو سادس عقد من نوعه منذ أيّار، على حد زعمه، ولكن الفارق بين الإعلان الروسي والأميركي، هو أن روسيا جددت تأكيدها على أن اللقاح الذي أنتجته ستستفيد منه كل الدول الراغبة بذلك، فيما يسعى ترامب لاحتكار أي منتوج لهذا اللقاح، بهدف ابتزاز الكثير من الدول التي تناهض السياسات الأميركية.
منظمة الصحة العالمية، وبعد النجاح الروسي بانتاج لقاح فعال سارعت اليوم الأربعاء للإعلان أنها تقوم بتنسيق الجهود مع السلطات الروسية وعلمائها بشأن اللقاح الروسي المبتكر مؤخرا واحتمال اعتماده من قبلها بعد الدراسات العلمية الإضافية عليه.
وفي تصريحات خاصة لوكالة “سبوتنيك” قالت المنظمة: “نحن على تواصل مستمر مع العلماء والأطباء الروس ونتطلع إلى التعاون وهناك فرصة جدية لدراسة هذا اللقاح المعلن مؤخرا وفي حال أثبت نجاحه فسيتم اعتماده ليكون مدخلا لإنقاذ الملايين من البشر”.
هذا وبات التوصل إلى لقاح ضد الفيروس التاجي أمرا أساسيا أكثر من أي وقت مضى في حين تتجدد الإصابات في العديد من الدول بعدما أظهر انتشار المرض بوادر تباطؤ.
فمن مدريد إلى باريس مرورا بنيوزيلندا وبوتان وساراييفو، تتصاعد المخاوف حيال موجة ثانية محتملة من الإصابات، ما دفع العديد من العواصم على إصدار إنذار وتشديد تدابيرها الصحية.
وحذر رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس “إذا لم نتحرك جماعيا، فإننا نعرض أنفسنا لخطر كبير بموجة جديدة من الوباء سيكون من الصعب السيطرة عليها”.
وسجلت فرنسا 785 إصابة جديدة بالفيروس خلال الساعات الـ24 الأخيرة، ما رفع عدد الإصابات الإجمالية خلال أسبوع إلى 10800 إصابة.
كذلك تعم المخاوف إسبانيا التي تعاني من أسوأ حصيلة للوباء بين دول أوروبا الغربية، مسجلة متوسط 4923 إصابة جديدة يومية خلال الأيام السبعة الأخيرة، ما حمل على وصف الوضع فيها بأنه “حرج”.
وفي بلجيكا، بات وضع الكمامات إلزاميا في الأماكن العامة اعتبارا من الأربعاء في كامل منطقة بروكسل، على ما أعلنت الحكومة المحلية، بعدما كان إلزاميا في معظم الأماكن العامة المغلقة منذ 11 تموز
وفي الجانب الآخر من بحر المانش، تسود مخاوف أيضا في بريطانيا مع عودة التلاميذ إلى المدارس في بلد سجل أعلى حصيلة من الوفيات في أوروبا بلغت 46 ألفا. وفي البلقان دعا حوالى 500 من سكان ساراييفو إلى رد “عاجل” من السلطات لوقف انتشار الفيروس.
وفي نيوزيلندا أعلنت رئيسة الوزراء جاسيندا أردرن الأربعاء فرض الحجر على دور الرعاية للمسنين من دون أن تستبعد إرجاء الانتخابات المقررة في أيلول.
وأودى فيروس كورونا المستجدّ بحياة 736,828 شخصا على الأقل في العالم حتى الآن، حسب آخر تعداد لوكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسميّة .
وسجلت الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضرراً من حيث عدد الوفيات والإصابات، أكثر من 53 ألف إصابة جديدة و1100 وفاة خلال 24 ساعة بحسب تعداد أعلنته جامعة جونز هوبكنز مساء الثلاثاء، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 163,465 وفاة من أصل 5,094,565 إصابة.