في ذكرى انتصار المقاومة على عدوان 2006.. هل يأخذ كيان الاحتلال العبر؟

الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:

تحلّ هذه الأيام ذكرى الانتصار البطولي للمقاومة الوطنيّة اللبنانيّة على العدوان الصهيوني في تموز عام 2006 ، حيث سطّرت المقاومة خلال 33 يوماً من العدوان ملاحم بطوليّة كبيرة.
وكان لهذا الانتصار تأثير استراتيجي في حسابات ميدان المعركة مع العدو، ولاحقاً في مجريات الأوضاع على الساحة اللبنانيّة، وفي داخل كيان العدو، وهذا يؤكّد أنّ انتصار المقاومة فاجأ قادة العدو بقدرة المقاومة على المواجهة والصمود في وجه تفوّق أسلحة العدوان المتطوّرة، كما خسر الفريق اللبناني والعربي والدولي الذي راهن على كسر صمود المقاومة.
لقد أثبت انتصار المقاومة حقائق مهمة أبرزها أن القوة العسكريّة مهما عظمت عندما لا تمتلك عقيدة وأخلاقاً، ولا تستند إلى حقوق مشروعة، ولا تُبنى على سياسة مبدئية، تُنتج الهزيمة. فالعدو الصهيوني المدجج بالسلاح لم يتعدَ عدوانه وفعله الموهوم بانتصار سوى تدمير الحجارة وقتل المدنيين، وبما أنّ كلّ احتلال هو عمل غير أخلاقي فلا بدّ له من أن يفشل، ويهزم.
وفي المقابل، فإنّ المقاومة التي تمتلك الإيمان والعزيمة والصمود، وتحتضن رؤية ومبادئ وأهداف الشعب، ويحتضنها الشعب ويتبنّاها، تنتج الانتصار.
وأكّدت التجربة أنّ كيان العدو لا يمتلك سوى القوة التدميريّة على المستوى العسكري وبعض العناصر الأخرى على المستوى الدولي ممثلاً بالدعم العسكريّ والسياسيّ الأميركيّ، لكنّه يبني قوّته على ضعف العرب المعنوي قبل المادي، لذلك فإنّ التوازن مع العدو هو لمصلحة العرب، وهو الأمر الذي سعت إليه المقاومة في قرارها اتخاذ سياسة الردع مع العدو، ما أسفر عن نتائج مهمّة في كبح جماح العدو واستمرار تهديداته، وجعله يحسب ألف حساب للمقاومة قبل التفكير بعدوان جديد.
وهو الأمر الذي أدخل الثقة إلى نفوس المقاومين بأنّ انتصار المقاومة مرهون بقوة الإيمان وإرادة القتال والصمود في وجه التفوّق العسكري للعدو، وهذا ما أسقط مزاعم العدو، بأنّ المعركة محسومة مسبقاً لمصلحته، وأنّ الهزيمة قدر محتوم على العرب، كما سوّقت لذلك، الدعاية المعادية الصهيونيّة والأميركيّة والغربيّة، والتي تجاوبت معها وسائل إعلام أنظمة عربيّة ولبنانيّة رجعيّة.
لقد انتصرت المقاومة وانتصر محورها في لبنان والمنطقة، وأسقطت أهداف العدوان الصهيوني العسكريّة والسياسيّة، وأكّدت أنّ تجربة الانتصار العسكريّة والسياسيّة تشكّل دروساً للجميع حول عوامل الصمود ودوره في استعادة الحقوق والأراضي المحتلة، وفي معرفة حقيقة السياسات الغربية والأميركيّة تجاه قضايا لبنان والمنطقة ودعم الكيان الصهيوني وعدوانه ضدّ لبنان والأمة العربية.
لقد كان عدوان 2006 صهيونيّاً في أدواته، لكنّه أميركيّ شاركت دول غربية في قراره، عدوان مخطّط له مسبقاً، فكانت المقاومة رادعة له ومفشلة لمخطّطه، موحدة الشعب اللبناني بأغلبيته سياسيّاً على رفض العدوان والوقوف إلى جانب المقاومة .
انتصار المقاومة درس مفيد للبنان اليوم في مواجهة ما يتعرّض له من استهداف خارجي وتهديد صهيوني، يتطلّب من أبناء الشعب اللبناني الاتحاد والوقوف صفّاً واحداً في وجه التحديات الماثلة أمامه خاصة بعد حادثة انفجار مرفأ بيروت الاقتصادي وانعكاساتها الخطيرة على لبنان اقتصاديّاً وسياسيّاً، داخليّاً وخارجيّاً.
إنّ انتصار المقاومة درس مفيد للبنان لأخذ العبر والتأكيد على أنّ إرادة الصمود والمواجهة أساس الفعل لإعطاء الأوطان قيمة وقوة في وضع دولي يتطلّب من الدول أن تكون قوية حتى تعطي مكانتها العالمية قيمة أمام محاولات الولايات المتحدة الأميركيّة والدول الغربية فرض المخطّط الغربي- الصهيوني على المنطقة العربية.
فلم يتجرّأ العدو الصهيوني على تكرار عدوان 2006 طوال الفترة الماضية، لأنّه أصبح يعي مخاطر فعلته وعدوانه وأنّ خسائره ستتضاعف أكثر وأكثر مما يتوقعه العدو.
فهل يعي الشّعب اللبنانيّ دروس الانتصار في مواجهة الاستهداف المعادي؟، وهل تأخذ قوات الاحتلال العبر ؟.

آخر الأخبار
تحذير أمني عاجل: حملة اختراق تستهدف حسابات WhatsApp في سوريا سوريا تبحث طباعة عملة جديدة...   تبديل العملة بداية الإصلاح أم خطر الانهيار ؟قوشجي لـ"الثورة": النجا... إخماد حريق في وادي الأشعري الذهب يعاود صعوده على وقع ارتفاع الدولار م. الأشهب لـ"الثورة": طحن الكلنكر حل مرحلي لمصانع الإسمنت المتقادمة من الثمانينيات إلى اليوم.. هل ينجح المجلس السوري - الأميركي هذه المرة؟ جامعة حمص تبحث آفاق التعاون الأكاديمي والتقاني مع تركيا الخيول العربية الأصيلة في القنيطرة رمز للأصالة والتاريخ "الفيجة" إنذار لا مركزي إصلاح أبراج التوتر المخربة مستمر بدرعا العدالة الانتقالية في سوريا: خطوة ضرورية لتحقيق الاستقرار ومنع الانتقام "إدلب" ورمزيتها في فكر الرئيس الشرع.. حاضرة في الذاكرة وفي كل خطاب قرار لدعم صناعة الإسمنت الأسود وتحفيز الاستثمار مبادرة مجتمعية لإنارة شوارع درعا المحامي تمو لـ"الثورة": رفع العقوبات نقطة تحول اقتصادية   عميد كلية الحقوق "لـ"الثورة": العدالة الانتقالية لا يمكن تجاوزها دون محو الآلام ومحاسبة المجرمين روبيو يؤكد وقوف الولايات المتحدة إلى جانب سوريا.. الشيباني: وضعنا بنية تحتية لبناء علاقات استراتيجية... ربط آبار بعد تأهيلها بالشبكة الرئيسية في حماة القمح المستورد أول المستفيدين.. عثمان لـ"الثورة": تراجع الطن 10دولارات بعد رفع العقوبات الخزانة الأميركية: بدأنا خطوات رفع العقوبات عن سوريا