الثورة أو لاين – نهى علي:
لم تكن فاعلة كفاية الإجراءات المكثّفة التي قامت بها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، لمكافحة ظاهرة التسوّل، التي تحوّلت إلى ما يشبه ” الاستثمار” وليس سلوكيات نابعة من ضغط الحاجة.
مجدداً بدأت مديريات الشؤون الاجتماعية والعمل، سلسلة إجراءات من النوع الذي يفضّل مسؤولو الوزارة وصفه بـ ” البرنامج” بهدف محاصرة الظاهرة ومعالجتها قدر الإمكان، وقد وضعت مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في ريف دمشق خطّتها لمعالجة الأنشطة الخاصة بالمتسولين، وتشير مصادر المديرية إلى أنها تشتمل على برامج جديدة لتدريب المتسولين على مهن حرفية، وأخرى للدعم النفسي تتضمن ندوات توعية ومعارض لأطفال التوحد بالجمعيات الأهلية المتخصصة بالإعاقة.
المصادر تؤكّد أن المديرية تقوم بتنفيذ جولات دورية لمكافحة التسول تستهدف جرمانا وضاحية قدسيا والصبورة، إضافة إلى العديد من المبادرات قامت بها جمعيات من خلال الأنشطة الترفيهية للأطفال ولكلّ الفئات، وجلسات تدخل نفسي وعلاجي اجتماعي.
وتساهم البرامج حسب المصادر بتوعية الفئات المستهدفة وتوفير الدعم النفسي والمعنوي لهم، وهذه البرامج تنفّذ بالتعاون مع الجمعيات الأهلية و المختصة.
وقد نظّمت البرامج أنشطة ترفيهية لنحو 60 حالة بمعهد التسول بمدينة الكسوة من جميع الفئات العمرية ابتداء بالأطفال وانتهاء بالكبار و 18 نشاطاً توعوياً نفسياً بإشراف اختصاصيين في الدعم النفسي استفاد منها عدد كبير من الحالات، وتضمنت تعريفاً بأضرار التسول وانعكاساته السلبية على الفرد والمجتمع، إضافة إلى التوعية و الوقاية من كورونا، مشيرة إلى أنه من ضمن خدمات البرامج تقديم مشورة نفسيّة من خلال إقامة محاضرات وندوات عن الدعم النفسي والعنف الأسري وبناء القدرات المجتمعية والتدريب المهني والمبادرات المجتمعية والتوعية الصحية وإعادة الفكر والشخصية من أجل الحدّ من ظاهرة التسول وتعزيز المبادئ والقيم للمتسولين للحفاظ على كرامتهم وتجنب عودتهم لهذه الظاهرة، وإعادة دمجهم في المجتمع كأفراد فاعلين، وإشراك أكبر عدد منهم بأنشطة مهنية لعدة حرف وتعليمهم أصول العمل وإمكانية مساعداتهم من خلال تقديم مساعدات وقروض.
إلّا أنّ متابعين يرون أن كل هذه الإجراءات لن تكون فاعلة، إن لم يكن هناك إجراءات زاجرة نظراً للعائدات المجزية التي يحققها المتسولون من نشاطهم غير القانوني، إضافة إلى أن المشكلة لا تكمن في المتسوّل ذاته، بل في الأشخاص التي تقوم باستغلال الأطفال لتشغيلهم في التسول وجمع الأموال.