الثورة – مريم إبراهيم:
تزايد ملحوظ في أعداد حوادث السير في مختلف المحافظات السورية وصل حتى 1412 حادثاً خلال الفترة الممتدة من بداية العام الحالي، وحتى العشرين من تموز الماضي، حسب ما بينته مؤسسة الدفاع المدني السوري، ما يدعو للقلق وضرورة البحث والتقصي في الأسباب ودراسة الواقع لوضع الرؤى والحلول من الجهات المعنية والتي من شأنها أن تحد ما أمكن من حوادث مرورية تحدث المزيد من الخسائر البشرية والمادية.
فحوادث السير المرورية تُمثِّل تَحدِّياً كبيراً، في جميع الدول، إذ تشكل الخطر المحدق الذي يهدد الأرواح يومياً ويزداد هذا الخطر أكثر مع اجتماع الأسباب والعوامل المؤدية لهذا الازدياد، لاسيما منها الطرق غير المؤهلة والسرعة الزائدة، وغياب الثقافة المرورية، وتجاهل قواعد المرور الآمنة من قبل كثير من السائقين، مما يؤكد ضرورة تعزيز تدابير السلامة الوقائيَّة، فسلامة الطرق أولوية لحفظ الأرواح.
ظواهر متزايدة
ومما يندرج تحت العنوان العام لحوادث المرور، وبات ظاهرة مقلقة للغاية نتيجة أخطارها المحدقة لدى جيل الشباب، إذ تسبب حوادث كثيرة ما بين وفيات وإصابات، فمختلف المناطق تشهد تفشي ظاهرة قيادة الدراجات النارية بشكل ملحوظ، في المدن والأرياف من قبل الشباب صغار السن، في ظل غياب مراقبة الحالة وضبطها، نظراً لما تسببه من مخاطر وقلق وإزعاج بين السكان، في جميع الاوقات، وفي الليل والنهار، عبر الضجيج الناتج عن أصوات العوادم والسرعة الجنوبية في القيادة، والتفنن بهذه القيادة باستعراضات مختلفة، كتسيير الدراجة على عجلة واحدة فقط، مما يشكل تهديداً مباشراً لسلامة السائق ولباقي الأفراد في الشوارع والأحياء السكنية، حيث الحوادث التي لا تُحمد عقباها.
قانون عصري
وزارة النقل كجهة معنية بالموضوع تؤكد أهمية تفادي الحوادث المرورية والوقاية ما أمكن، وضرورة المتابعة والعمل لإحداث قانون عصري بهدف الوصول إلى بيئة سير آمنة تحقق السلامة للجميع، فهناك لجنة مختصة تدرس تعديل قانون السير لمواكبة التطورات التقنية وتحسين السلامة المرورية وتسهيل إجراءات المركبات، إضافة إلى التأكيد على أهمية العمل التشاركي لتطوير قانون السير بما يتناسب مع التحديات الراهنة، وكذلك وضع رؤية واضحة لضمان إصدار قانون عصري يركز على حماية الأرواح والممتلكات ويحقق بيئة سير آمنة وعادلة، مع وضع مقترحات ورؤية واضحة لتعديل أي مادة من القوانين، بما يضمن إصدار قانون عصري يلبي الطموحات، ويقدم خدمة للمواطن، والوصول إلى بيئة آمنة.
فواقع السير يحتاج لكثير من التنظيم بمختلف تشعباته، ويحتاج كماً كبيراً من الجهود والعمل، في ظل واقع الطرقات الحالي والحاجة لتأهيلها، والافتقار لمقومات السلامة المرورية بالعموم.
اختصاص هندسة الطرق الدكتور رامي الدالاتي بين في لقاء لصحيفة الثورة أن
أسباب ازدياد الحوادث المرورية متعددة، منها الأسباب الرئيسية المسببة للحوادث، فمن الممكن أن يكون الحادث إما بسبب الطريق أو السيارة أو الإنسان، ويضاف إلى ذلك الحالة المناخية أو الحالة الجوية، وبالشكل العام الحوادث المرورية في بلدنا الإنسان له علاقة قوية فيها، لأنه هو من يقود السيارة، وهو الذي يصمم طريق السير، وبجميع الأحوال له دخل فيها بشكل مباشر، كما أن الطرقات الموجودة تحتاج إلى صيانة دائماً وبشكل كامل، إذ يجب الاهتمام بالتصميم الهندسي للطريق، إضافة إلى أن السيارات لا تخضع لفحوصات دورية وصيانة دائمة، ويكون فيها مشاكل، لكن الحالة الأساسية أن الإنسان أو السائق يتحمل مسؤولية إن كان المستخدم للطريق كالمشاة، ويضاف عدم الالتزام بالقوانين الناظمة للسير بشكل كامل، مما يؤدي لسير عشوائي وبالتالي القيادة العشوائية، وهذا ما يفاقم مشكلة ازدياد الحوادث لدينا، مع عدم التقيد بالإشارات المرورية، وهذه الأمور لا يتم أخذها بعين الاعتبار، و تؤدي للازدياد، وكذلك عدم وجود ثقافة مرورية حقيقية تزيدها وهذه الثقافة يجب العمل عليها بأكثر من مكان، سواء في المدارس والجمعية السورية للوقاية من حوادث الطرق تعطي توعية للمدارس من مرحلة الابتدائي وصولاً للجامعات وباقي مؤسسات الدولة، ببرنامج معين، فالمفروض أن تكون التوعية ضمن مدارس السواقة إذ لا يحصلون عليها بشكل كاف، فغياب التوعية الحقيقية يزيد الحوادث مع باقي العوامل الأخرى.
صيانة وتأهيل
وأكد الدكتور الدالاتي أهمية سلامة الطرق وصيانتها فهو عنصر أساسي في الموضوع ومفروض أن يكون الطريق مدروس بشكل هندسي صحيح، إن كان داخل المدينة أو خارجها، لأن كل طريق له اشتراطات هندسية وإنشائية، للتصميم من أبعاد ومنحنيات واستقامات وتفريعات عن الطريق أواندماج مع الطريق أو تفريعة عن الطريق، كل ذلك له كودات معينة من حسابات، والمفروض أن تكون صحيحة حتى مع الدهان الطرقي والإضاءة فسلامة الطريق أمر مهم جداً، ويجب توفير عناصر الأمان الموجودة بالطرقات، من إنارة إلى
تخطيط الطرقات وإلى الدهان الطرقي، ووجود الخدمات الموجودة على الطرق الرئيسية، وذلك كله يلعب دوراً هاماً بتأمين حماية وسلامة الطريق، والمفروض القيام بالصيانة الدورية بفترات متلاحقة، وهناك أنواع متعددة للصيانة منها الدورية والشاملة والفورية والوقائية للطرق داخل المدن وخارج المدن، وتأخذ العناية الدائمة لتظل مؤهلة بالشكل المطلوب، لا سيما في حال حدوث طارئ على الطريق بحيث يتم صيانته بشكل سريع، وفوري حتى لا يسبب فيما بعد إعاقة أكبر ومشاكل أكثر على الطريق نفسه.
مفهوم السلامة
ولفت الدكتور الدالاتي إلى أن مفهوم السلامة المرورية يندرج تحت ثلاتة عناصر أساسية هي المركبة والطريق والعنصر البشري، وبالنسبة للمركبة المفروض أن تأخد بعين الاعتبار كل أشكال السلامة، من تفقد المصابيح والإطارات وتكون بنفس المقاس ومساحات المطر وإقفال الابواب، والحقيبة الإسعافية والإطارات والعجلة الاحتياطية وطفاية الحريق والمثلث العاكس و أدوات الفك، وهذه يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، وهناك الفرامل وفحص السيارة بشكل دائم، وبالنسبة لموضوع الطريق فالسلامة المرورية تنحصر بأمور منها مدى صلاحية الطريق و التخطيط الجيد له و الإنارة وتوفير كل الأمور والمستلزمات من إشارات ضوئية وهذه عناصر حماية تندرج ضمن مجال السلامة المرورية للطريق.
استراتيجيات
وأشار الدكتور الدالاتي إلى تطبيق استراتيجيات السلامة المرورية، وفي حال تم العمل عليها، إذ يوجد استراتيجية قصيرة الأمد واستراتيجية طويلة الأمد، مع ضرورة تفعيل التوعية المرورية والتقيد بالمرور وبالأنظمة والقوانين، وهناك ما يسمى الضبط المروري وأهمية تطويره بحيث يتم الحصول على بيانات أفضل يمكن تفريغها والاستفادة منها فالبيانات الأساسية تفيد ببناء قاعدة وعلى أساسها يمكن معرفة أسباب الحوادث المرورية وكيف تحدث وأين؟ وما الأسباب الحقيقية، وكيف يمكن تداركها فيما بعد، وذلك يساعد في بناء منظومة جديدة، حيث نبدأ بموضوع الحوادث، ونبدأ بالحلول ونقترح الحلول المناسبة التي تحد من وقوع الحادث بشكل عام، حيث يمكن إيجاز الأسباب الأساسية للحوادث بالسرعة الزائدة ونقص الإشارات الضوئية ومعظمها خارج الخدمة، وعدم توفر الوعي المروري، وعدم التقيد بالقواعد الناظمة للسير.