الثورة أون لاين – ريم صالح:
هو نظام الإرهاب التركي لم يترك وسيلة دنيئة إلا واستخدمها في حربه ضد الشعب السوري،فتعددت أساليبه
اللا أخلاقية، واللا إنسانية، كما تعددت تنظيماته الإرهابية التي تأتمر بأمره، وتنفذ أجنداته الدموية بحق السوريين، لتبقى غاياته الاستعمارية، وأطماعه الدونية في الأراضي السورية منذ بداية الأزمة، وإلى يومنا هذا واحدة.
رئيس نظام الارتزاق العثماني، وبعد فشل رهاناته على الإرهاب، جعل على ما يبدو من تضييق الخناق على السوريين، ومحاربتهم بلقمة عيشهم، وحرمانهم من نقطة المياه التي تحييهم، شغله الشاغل اليوم، بعد أن سلبهم وإرهابيوه المأجورون قمحهم ونفطهم وغازهم وآثارهم، ونهب معاملهم، ودمر بناهم التحتية، ومشافيهم ومستوصفاتهم الطبية، حيث الجرائم الإرهابية التي ارتكبها بحق السوريين لم تشبع غرائزه الاستعمارية بعد، ليلجأ إلى سلاح جديد أكثر وضاعة، وهو محاولة تعطيش السوريين في مدينة الحسكة عبر وقف ضخ محطة مياه علوك، الأمر الذي إن دل على شيء إنما يدل على مستوى الانحطاط الذي وصل إليه هذا النظام الفاشي.
ولكن لطالما استعرض المجرم أردوغان عضلاته المتورمة في الشمال السوري، وفي كل مرة كان يعود بخفي حنين، فإرادة السوريين أقوى من كل محاولاته الاستفزازية، وحماقاته الميدانية.
هي الحسكة مدينة الخابور والقمح والكرم الوفير اليوم عطشى، وأكثر من مليون سوري من دون مياه للشرب، والمجتمع الدولي صامت، رغم أن ما يقوم به نظام أردوغان الإرهابي يعد جريمة حرب موصوفة، وجريمة ضد الإنسانية، تستوجب معاقبته، وإلزامه بالانسحاب من الأراضي السورية التي يحتلها، هو ومرتزقته التكفيريين بصورة غير شرعية.
هي ليست المرة الأولى التي يقطع فيها نظام الإبادة التركي المياه عن أهالي الحسكة، بل هي المرة الثالثة عشر، ألا يدل ذلك على أن هذا النظام قد استمرأ التنكيل بالسوريين، ويتعمد من خلال بلطجته الميدانية تهجيرهم من أراضيهم، وبيوتهم، وجعلهم أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما الموت إرهاباً وترهيباً وقتلاً وتنكيلاً على أيدي إرهابييه الملتحين، وإما الهلاك عطشاً؟!.
الواهم العثماني يخطئ حساباته من جديد، ويراهن على أوراق خاسرة سلفاً، فالسوريون صامدون كما كانوا على الدوام، وإرادتهم لا تعرف حداَ، وكلهم ثقة بأن جيشهم المغوار سيحررهم من براثن المحتلين التركي والأميركي وتنظيماتهما الإرهابية.
الحكومة السورية تحركت على الفور، وأرسلت صهاريج مياه الشرب إلى أهلنا في الحسكة، لتكون أول غيث التحرير قطرة، فهذه الأرض كانت وستبقى سورية، ومعركة التحرير وحدها من سيصحح المسار، ويعيد نصابه إلى تموضعه الطبيعي.
حتى وإن وضع المجرم أردوغان، ضامن الإرهابيين والمستثمر بجرائمهم المزيد من السيناريوهات ضد السوريين بالتناغم مع أهواء ما يسمى “قيصر” الأمريكي، ومع الحصار الأوروبي الغربي الجائر، إلا أن الحق لابد أن يعود لأصحابه، وشمس التحرير ستشرق مجددا لتبدد معها كل أوهام ذاك العثماني بإعادة عهد سلطنته البائدة.