الثورة- هاني شاهرلي:
من بلاد المغرب إلى بلاد الشام حطّ الرِّحال وتحديداً في مدينة تكنّت بإسم صحابي جليل لقبه سيف الله المسلول واسمه خالد بن الوليد، وصلَ مدينة حمص ودخل مقر إدارة نادي الكرامة ليكون أول مدّرب عربي يستلم تدريب فريق رجال كرتها، إنّه المدرب المغربي بدر الإدريسي الذي ترى في عينيه نظرة الواثق وعلى وجهه علامات التّأهب وتجد في كلامه اتّزان وحكمة الكبار، أثناء حديثنا معه لمسنا حُبّه للبلد وعشقه للرياضة السورية وعزمه على عودة نادي الكرامة إلى منصّات التتويج.
كانَ هذا اللقاء الممتع لـصحيفة الثورة نصيباً بأنْ تكون أول وسيلة إعلامية تلتقي بالإدريسي الذي خصّنا بهذا الحوار.
* كابتن بدر، بدايةً أهلاً وسهلاً بكم في بلدكم الثاني سوريا، كيف وجدتم الأجواء في مدينة حمص؟
– صراحةً أنا سعيد جداً بوجودي في هذا البلد الطيب وناسها الطيبين وشعبها الكريم ولقيت حفاوة كبيرة في الاستقبال من السوريين ومن أهل حمص خاصة وهذا ليس بغريب عنكم فأنتم أهل الضيافة والكرم، إن شاء الله أكون عند حسن الظن لإدخال الفرح والسعادة لقلوب جماهير الكرامة العاشقة.
نتائج طيبة
* كانت لكم تجارب عديدة في عالم التدريب، هل لكَ أنْ تحدّثنا بشكل أوسع عن تاريخكم التدريبي ؟
– مسيرتي التدريبية كانت بين الإمارات والمغرب وتنزانيا، حيث البداية من نادي الظفرة الإماراتي موسم 2011 بوجود الفرنسي لوران بانيد صاحب إنجازات عظيمة مع نادي موناكو عملت معه كمساعد مدرب وحققنا نتائج طيبة وكذلك كانت لي تجربة مع المدرب الاماراتي الكبير عبد الله المسفر، وكانت هناك مراحل عمل مع مدرب كرواتي وآخر روماني وبعدها كان العمل الرائع مع المدرب القدير محمد قويض لثلاثة مواسم متتالية والذي يُعتبَر في الإمارات الابن البار لنادي الظفرة وحققنا معاً نتائج مميزة بعدها أتى البرازيلي روجير ميكالي عملت معه لفترة زمنية قصيرة، كما كانت لي تجربة مع الجزيرة والعربي، بعدها كانت لي عودة للمغرب لتدريب نادي الوداد البيضاوي ووصلنا معه إلى نهائي الدوري الإفريقي وبعدها توجّهت إلى تنزانيا ودرّبت نادي عزّام وحققنا نتائج إيجابية على الصعيد الإفريقي إلى أن أتيت إلى حمص لتدريب فريق الكرامة السوري.
* سمعنا عن مفاوضات كانت جارية مع أحد الأندية السعودية و في الوقت ذاته كان هناك تواصل بينكم وبين نادي الكرامة، هل لك أن تحدّثنا كيف تم الاتفاق لتدريب فريق الكرامة؟
– نعم صحيح قبل مجيئي إلى حمص كنت في مدينة جدّة السعودية، حيث كانت هناك مفاوضات مع أحد أنديتها قبل أن يأتيني اتصال من الكابتن محمد قويض يعرض عليّ فكرة استلام تدريب للفريق، صراحةً لم أتردد في اتخاذ القرار والموافقة لعدة أسباب أذكر منها محبّتي لهذا البلد الجميل سوريا التاريخ سوريا الحضارة وكذلك لتاريخ وعراقة نادي الكرامة باسمه الكبير والوقوف أمام جماهيره العظيمة وخاصة بوجود أبو شاكر كمستشار فنّي، حيث عملت معه في الإمارات كما ذكرت سابقاً وأنا أرتاح جداً بالتعامل معه وكذلك مع الكابتن معتز مندو فهو صاحب شخصية محترمة جدّاً، فأتيت إلى حمص وتمّ الاتفاق .
* كيف وجدتَم التعاون مع فريق العمل الموجود وكذلك مع الإدارة الكرماوية المتمثّلة برئيسها الدكتور فهر كالو ؟
– صدقاً كنت أسمع كثيراً عن الدكتور فهر كالو رئيس النادي لكن ما رأيته يفوق كثيراً ما سمعته، فهو رجُل عاشق ومُحب لناديه، يدفع للنادي بسخاء لم أره في حياتي، يقدّم كل ما يستطيع من خدمات وأموال وتهيئة كامل الظروف لخدمة النادي ورفع شأنه وعودته للواجهة من جديد، يقدّم كل الدعم ويزيل لنا العقبات، تشعر أنّه يريد عودة منظومة نادي الكرامة لسابق عهدها فهو يعمل على ذلك ليلاً ونهاراً، وأقول لجماهير الكرامة: إنّكم تُحسدون على وجود مثل هذا الرجُل في رئاسة ناديكم، شخص متواضع مُحب يسخّر كل إمكانياته لخدمة الفريق وأطلب من الجماهير الكرماوية الصبر على هذه الإدارة فهي تعمل 24 ساعة وهي في مرحلة إعادة البناء والبناء يحتاج إلى عمل وصبر، والعمل رأيته ويبقى الصبر من الجماهير فالقادم شيء كبير وكبير جداً .
* أصبحتَ مدرّباً لفريق يمتلك جمهوراً عظيماً لا يرضى إلا بالبطولات، فهو جمهور عاطفي بامتياز، هل وضعتم هذا الكلام في الحسبان ؟
– نعم بكل تأكيد فتاريخ الكرامة العريق يشهد، وصدقاً، حلمي أن أكون مدرباً لفريق الكرامة وأن أقف على ملعبه وأمام جماهيره العاشقة وأنا أقول لك: جمهور الكرامة جمهور كرة، لا تقنعه النتائج فقط فهو جمهور يعشق اللعب الجميل، يريد تحقيق معادلة الأداء الجميل مع النتيجة الإيجابية وهذا حقّه، جمهور الكرامة جمهور ذوّاق بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وجمهور ذكي وواعٍ ومثقّف.
بالإضافة إلى أنّه جمهور عاطفي فأنا أعلم أنّه لن يرضى بأقل من المنافسة على البطولات القادمة، بإذن الله أعدهم بذلك بوجود كادر عمل كبير المتمثّل بالكابتن محمد قويض كمستشار فنّي ووجود معتز مندو وعبد الباسط النجار كمساعدين وكذلك باقي الكادر التدريبي والطبي ويبقى عندنا بيت الأمان والاطمئنان وجود الدكتور فهر كالو كرئيس لنادي الكرامة، أقول للجمهور الكرماوي: اصبروا على إدارتكم العظيمة، ولكن لا تصبروا على النتائج الإيجابية والانتصارات، وأنا معكم من أجل ذلك، بإذن الله بتعاون الجميع سننجح، أتيت للكرامة بفلسفة معيّنة وفكر محدّد، لي أسلوبي وعقليتي في الملعب، ستشاهدون بصمة وهوية مميّزة لفريق الكرامة.
أنا مسؤول
* اليوم نراكم بموقع مدرب فريق الكرامة بالإضافة لوجود محمد قويض كمستشار فنّي، البعض يرى أنّ في ذلك تقيّيداً لصلاحياتكم كمدرب، ما رأيكم؟
– (ابتسامة الواثق) سؤال جميل وحسّاس تُشكَر عليه ذكرت لكم سابقاً أنّ من أسباب قدومي للكرامة هو وجود أبي شاكر فأنا أعرف تماماً هذا الرجُل، أعرف كيف يفكر وكيف يعمل وماذا يريد وله منّا كل الاحترام والتقدير.
ولنكن واضحين، وجود محمد قويض كمستشار فنّي لا يعيق عملي إطلاقاً بل على العكس، في كرة القدم الحديثة تجد في الأندية العالمية وجود مستشار فني ومدرب للفريق، ولكل منهما مهامه واختصاصه ومسؤولياته وواجباته ولا يجب الخلط بينهما فأنا كمدرب وأقولها بصريح العبارة أنا صاحب القرار داخل المستطيل الأخضر وكيف أقود المباراة وما الخطّة التي سأتّبعها، نعم قد تكون هناك استشارات وتقديم آراء وتقارير عمل دورية، لكن ثق تماماً أنّ القرار النهائي لي، وعندما تحصل النتائج السلبية فأنا المسؤول المباشر عنها، ولو لم يكن المدرب يوافق استراتيجية النادي والمستشار الفني لمَا تمّ التعاقد معه فنحن فريق عمل واحد.
* بعض الإدارات تقوم بالتعاقد مع اللاعبين ومن ثمّ تتعاقد مع المدرب، البعض يرى أنّ هذا أمر غير سليم، ما رأيكم؟
– لا أبداً، فالمستشار الفني الذي رَغِبَ بالتعاقدات مع اللاعبين يعمل لمصلحة النادي ويمتلك الخبرة الكافية لاختيار المناسب وفترة توقيع العقود هي فترة محدودة وهنا تعمل إدارات الأندية بوجود المستشار الفني على اختيار اللاعبين الأنسب والأفضل لخدمة الفريق وإنْ حصلَ تأخير في هذا الأمر ستتسابق باقي الأندية على التوقيع مع اللاعبين، وعندما يتم التعاقد مع المدرب يجد العقود جاهزة وهنا يبدأ العمل مع الفريق من أجل تحقيق الانسجام المطلوب وتنفيذ خطط المدرب وعقليته التدريبية على أرض الملعب.
* ما مدى رضاكم عن العناصر الموجودة حالياً، هل لاحظتم وجود خلل ببعض المراكز، وهل هناك نيّة للتعاقد مع لاعبين أجانب ؟
– هناك رضى كبير على اللاعبين الموجودين حالياً في الفريق لكن نسعى لرفع الجاهزية بشكل أكبر وما يميّز اللاعبين في نادي الكرامة أنهم على مستوى عالٍ من الانضباط الأخلاقي الجميل بالإضافة للمستوى الفني الجيد، هناك بعض المراكز تحتاج لعمل مضاعف وهذا ما نقوم به حالياً بمساعدة الكادر الفني والدعم اللا محدود الذي يقدّمه لنا الدكتور فهر كالو نعمل على تأمين لاعبين اثنين محترفين في الخطوط الأمامية، هناك عدة خيارات أمامنا وسنختار الأفضل لخدمة الفريق.
إشراك الشباب
* دائماً عند بداية كل عمل يتم وضع استراتيجية معيّنة، ما الاستراتيجية التي تم وضعها، بحيث تكون عنواناً أساسياً لبداية عملكم في البيت الكرماوي؟
– ما يفكّر به الدكتور فهر وما يخطط له وما يعمل به وينفّذه ستجدون حصاده في المستقبل، أعلم تماماً أنّ جماهير الكرامة لا ترضى بأن يقال لها انسوا البطولات عامين مثلاً فنحن نبني فريقاً للمستقبل، ولكن أبشّرهم بأنّ سياسة ونهج الإدارة الحالية والمتمثّلة برئيسها تعمل على خلط مزيج من الشباب الصغيرة ووجود لاعبين من أصحاب الخبرة فيكون هناك توافق كبير بين بناء جيل كرة قدم حديث للمستقبل وكذلك المنافسة على البطولات المحلية والمطلوب من الجماهير الصبر ومن ثمّ الصبر وما يتحضّر شيء جميل سيعمل على إسعادهم وعلى عودة نادي الكرامة سفيراً للكرة السورية بإذن الله الكرامة سيكون بهوية حديثة وطابع مميّز وأسلوب لعب كرة قدم معاصر يمتاز بالاحترافية والسلاسة وأقول لهم سفينة الكرامة أبحرَت ونحن مع الجماهير في مركب واحد وعندما نصل إلى بر الأمان سنكسب جميعاً .
* ما نظرتكم بشأن اللاعب السوري ومستوى دورينا والمستوى الفني للأندية بشكل عام؟
– منذ سنوات وأنا أتابع اللاعب السوري فهو يمتاز بالقوة البدنية الهائلة وبالمهارة الفنية، بعض المواهب تحتاج إلى صقل وبعضها إلى رعاية واهتمام، اللاعب السوري يمتاز بالحماس واللعب بالروح والدم وهذا قد لا يتوفر عند لاعبين في دول أخرى وجميعنا يعرف ما مرّت به سوريا من ظروف وهذا أثّر بشكل أو بآخر على الرياضة السورية عامّة ولعبة كرة القدم خاصة
هناك مواهب رأيتها وأتوقع لها مستقبل كبير مثل محمود الأسود، محمود النايف، وأنس الدهان فالكرة السورية ولّادة وإن شاء الله ستعود قوية فتيّة، الأندية السورية أندية عريقة وتمتلك قواعد جماهيرية كبيرة لهم منّا كل الاحترام فنياً، ما أصابَ البلاد قد أثّر بشكل أو بآخر على عمل الأندية ومستواها الفنّي سابقاً، الدوري السوري دوري قوي ويمتاز بالطابع الندّي وإن شاء الله سيعود بقوة ليكون بين مقدّمة الدوريات العربية وهذا يحتاج إلى عمل وعمل كبير .
إلى الآن لم يتم تحديد موعد انطلاقة الدوري البعض يقول قد يكون كنظام التجمّع ما رأيكم؟
صراحةً لا أرى مانع من عودة الدوري بنظام الذهاب والإياب وهذا فيه متعة أكثر وفائدة كبيرة للأندية عموماً، لعبنا ودّيات عدّة وسافرنا إلى دمشق وحلب واللاذقية وحماه، الوضع جداً رائع والمدن آمنة هادئة وجميلة وبالتأكيد نحن مع أي قرار يُتّخَذ في مصلحة الأندية السورية بشكل عام.
ماذا عن استعدادات الفريق القادمة للموسم المقبل؟.
أقمنا معسكر رائع ونموذجي في دمشق، لعبنا العديد من المباريات الودية، الفريق يتجهّز خطوة بخطوة ما زلنا في طور الاستعداد وتنفيذ الخطط التدريبية في المباريات لخلق الانسجام بين اللاعبين، نعمل على سد بعض الثغرات والسلبيات وكذلك نركّز على الإيجابيات، نركّز أيضاً على الحالة الانضباطية للفريق ونطلب منهم دائماً التحلّي بالأخلاق الرياضية كما نعمل على رفع المستوى الفنّي والتكتيكي كذلك نسعى إلى خلق أسلوب لعب يميّز الفريق.
هل تذكر الكرامة نسخة 2006؟ هل تعد الجماهير الكرماوية بولادة كرامة 2006 جديد؟
الإدارة تعمل بكل ما تسعى وبكل طاقتها والكادر الفني والتدريبي لا يبخل في تقديم كل ما يلزم، العمل يحتاج إلى صبر، لن ننام ونصحو على أمجاد الكرامة 2006 لكن هناك خطة عمل قد وُضعَت تحتاج إلى وقت في نادي الكرامة الإدارة والجهاز الفني والتدريبي واللاعبين هم أسرة واحدة وأدعو جماهير الكرامة للدخول إلى هذه الأسرة والعمل معها والصبر عليها لنحصد جميعاً ثمار ما نزرع.
هل تعد جماهير الكرامة ببطولة الدوري الموسم المقبل؟
أقول للجماهير الكرماوية سترون فريقاً منافساً قويّاً، هدفنا بطولة الدوري ويبقى توفيق رب العالمين هو الأساس مع العمل، نحتاج إلى حضوركم ودعمكم وتشجيعكم ننتظر تواجدكم على المدرجات وأن تكونوا على قلب رجُلٍ واحد.
كلمة أخيرة تود قولها؟
أشكر من كل قلبي صحيفة الثورة السورية على هذه المساحة الجميلة وهذا اللقاء وإن شاء الله يكون لنا لقاءات قادمة واسمح لي بأنْ أدعو جميع السوريين في الخارج بالعودة إلى بلدهم فأنا اليوم أجد نفسي جزء من هذا البلد، والأرض تعمر بإيدي شبابها وسواعد رجالها فأرض الشام أرض البركة أرض الرحمة وأرض السلام.