الملحق الثقافي: عقبة زيدان:
الفن السيئ، كوباء كوفيد 19، ولكنه لا يهاجم رئاتنا وأجهزة جسدنا فحسب، بل يهاجم نظرتنا النبيلة إلى الحياة والوجود ككل.
فضح وباء كوفيد 19 عنجهية الإنسان، وهشاشة العلم، وطرح تساؤلات حول جدوى هذا العلم الذي لم يستطع أن يحمي الإنسان من كائن صغير ميت، لا يرى بالعين. كذلك فإن الفن السيئ، يحاول أن يهزم الإنسان في كل مكان، لأنه معدّ لتدمير الجهاز الجمالي عند القارئ.
في مقابل الموت والتدمير الفيروسي، انتبهنا إلى أن الحياة ثمينة ولها معنى، ولا معنى لها في الوقت نفسه، لأننا نشعر بعجزنا عن وقف الموت على هذا الكوكب. ومع تفاقم الرداءة الفنية وشيوعها في كل مكان، تأكدنا بأن الجمال هو الوحيد القادر على إنقاذنا من عبثية هذا الوجود، وهو الوحيد الذي يمكن أن يخفف من سوداوية نظرتنا إلى الحياة.
يمكنني أن أنظر إلى الموجودات نظرة جمالية، وأشعر بحيويتها وتأثيرها على جهازي الجمالي، ويمكنني أن أجد في الفن والأدب الراقي ما يجعلني أقوى وأشد شراسة في الدفاع عن وجودي، وفي الوقت نفسه، حين تقع في يدي رواية رديئة أشعر بالضرر، وبالآثار السلبية التي تتركها في نفسي لزمن لا بأس به. إن الأعمال السيئة تشبه تماماً الإصابة بكوفيد 19، الذي يترك آثار معركة شرسة بين خلايا الإنسان وبين الفيروس الفتاك. وفي النهاية، إذا كانت لدى الإنسان مناعة ضد الفيروس أو ضد الأدب السيئ، فإنه سينتصر، ويستعيد عافيته ويحافظ على جهازه الجمالي سليماً.
Okbazeidan@yahoo.com
التاريخ: الثلاثاء25-8-2020
رقم العدد :1010