الثورة أون لاين- ناصر منذر:
كثيرة هي العناوين المهمة التي تناولها السيد الرئيس بشار الأسد خلال ترؤسه اجتماع الوزارة الجديدة، وهذا يحمّل الجميع مسؤولية وطنية كبيرة، سواء المسؤول أم المواطن، فالعمل يداً بيد يساعد على تخطي التحديات الراهنة، التي تفرضها ظروف وتداعيات الحرب الإرهابية التي نواجهها، ويساعد أيضاً على إعادة بناء الوطن والنهوض به من خلال المشاركة الجماعية في العمل، وفي اتخاذ القرارات، وهذا يأتي من خلال تعزيز الثقة بين المسؤول والمواطن، فالأول يجب أن يكون صادقاً وعفوياً وشفافاً، والثاني أن يكون أكثر تفاعلية، ويقدر مقتضيات الواقع الحالي، والأولويات المترتبة التي تقتضيها المصلحة الوطنية العامة.
حديث السيد الرئيس برؤيته الاستراتيجية للمستقبل، حدد خارطة طريق واضحة وشاملة، تعطي وصفة نجاح لعمل وأداء الحكومة في المرحلة القادمة، لاسيما وأن التحديات الماثلة كبيرة، نظراً للآمال التي يعلقها المواطن عليها وعلى أدائها، وهذا يحتم عليها ترجمة عناوين الحديث، ومضامينه الشاملة إلى برنامج عمل تنفيذي على مستوى كل الوزارات، على قاعدة تطوير آليات التنفيذ لتكون أكثر فاعلية، والتنسيق والتعاون فيما بينها، والاستفادة من التجارب والدروس السابقة بكل سلبياتها وإيجابياتها، والبناء على ما أنجز على مسار عملية الإصلاح الإداري، وهذا من شأنه إزالة كل العقبات التي تعترض آليات العمل والتنفيذ على مختلف الأصعدة، ويعطي النتائج المرجوة بما يصب في مصلحة الوطن والمواطن.
الثقة بين الحكومة والمواطن مطلوبة اليوم أكثر من أي وقت مضى، لأن هذه الثقة تعطي الحكومة دعماً إضافياً لإنجاز مهامها، وهنا يأتي دور الإعلام الوطني الذي أفرد له السيد الرئيس مساحة واسعة، لما له من أهمية كبيرة في توسيع دائرة الحوار بين المواطن والمسؤول، لا سيما وأن هذا الإعلام يرتقي دوماً بأدائه، وحقق قفزات واسعة في هذه الظروف الصعبة، وأصبح أقرب من ذي قبل إلى عقل وقلب المواطن، لأنه يواكب كل الأحداث والتطورات، يكشف مكامن الخلل، وبواطن الفساد، وينقل المعلومة الصحيحة، ويواجه الإعلام المضلل الهادف لنشر الفوضى والبلبلة بحرفية عالية، فطرح المعلومة عبر الإعلام الوطني يحيدها عن فوضى الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وإعلامنا الوطني اليوم أهل لتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه لما يمتلكه من منظومة عمل متكاملة، واعية ومسؤولة، ويشكل منصة تلاق بين المسؤول والمواطن، يطرح المشكلة ويحددها، ويساعد في طرح الحلول، وهذا بحد ذاته يقدم دعماً إضافياً للمسؤول يسانده في الوصول إلى الحلول المناسبة للمشكلة المطروحة، لأن عدم تواصله مع المواطن يخلق حالة من الإحباط واليأس، خاصة عندما تكون المشكلة تمس حاجات ملحة وضرورية للمواطن.
الوصول إلى حالة انصهار واندماج كامل بين الحكومة والمواطن، من خلال الحوار وتعزيز الثقة المتبادلة، هو ما يجب أن نصل إليه في النهاية، لأن من شأن ذلك أن يعطي نتائج أفضل، وإنجازاً أكبر للحكومة، ومن شأنه أيضاً تحصين الوطن وجعله أكثر قدرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية معاً، وهذه مسؤولية وطنية كبرى قادرون جميعاً على حمل لوائها من أجل بناء سورية المتجددة، سورية العزة والكرامة، سورية القوية بشعبها المقاوم، الذي استطاع بفعل وعيه أن يتصدى للحرب الإرهابية بكل أشكالها وعناوينها، وهو اليوم أقدرعلى تحويل الأزمة التي نمر بها نتيجة هذه الحرب الظالمة إلى مصدر قوة، للعبور إلى برّ الأمان.