الثورة أون لاين – طرطوس – بشرى حاج معلا:
في ظل الظروف الصحية المتشعبة الضاغطة ..وفي ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي انعكست تأثيراتها السلبية على الجميع .. أصدرت وزارة التربية مؤخرا بروتوكولا صحيا للعودة إلى المدارس تمهيدا لبدء العام الدراسي الجديد في سورية، وسط الإجراءات الاحترازية لمواجهة تفشي فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
وحددت الوزارة مهمة دوائر الصحة المدرسية، بمنح إجازة صحية للتلميذ أو المعلم أو الإداري الذي تظهر عليه أعراض تنفسية أو ارتفاع في الحرارة، دون عوائق.
وللاطلاع على حسن سير العمل التقت الثورة الموجهة التربوية نهاد محمد حسين التي أشارت إلى جملة إجراءات احترازية ستتخذها المدارس استعدادا للعام الدراسي الجديد في ظل انتشار وباء كورونا بعد أن بدأ الخوف يتسلل إلى قلوب الجميع إلى أن ظهر خبر تأجيل المدارس ولو لفترة زمنية قليلة.. وذلك بعد الاطلاع على البرتوكول الصحي المفروض اتباعه في مدارسنا..إضافة إلى استنفار جميع العاملين في الحقل الصحي التربوي المدرسي لضمان السلامة وما يتضمنه من قواعد وإجراءات الوقاية والتعقيم وتقليل الأعداد في المقعد الصفي إن كان ممكنا وتأمين البيئة الصحية الصفية إضافة إلى دورات التوعية الصحية الآمنة للتلاميذ من قبل المرشد النفسي وإجراء جولات دورية ومستمرة من قبل العاملين في دائرة الصحة المدرسية وشرح أهمية التباعد المكاني من خلال تقسيم الفرصة أو غيرها.. وتابعت بقولها : وسط كل هذه الإجراءات الاحترازية يبقى الميدان سيد الموقف .. وما نتمناه هو العودة بأكثر الطرق سلامة ..وانحسار الوباء حتى يمكننا من المتابعة والاستمرار بعيدا عن التعويض بالفاقد التعليمي..
ظروف اقتصادية مرافقة..
لم يكن كل ما ذكر العائق الوحيد للولوج إلى العام الدراسي الجديد لكن ما يعانيه الأهالي هو بمثابة حاجز أكثر تعقيدا من الفايروس ذاته ..ولدى لقائنا بعدد من الأهالي كانت الغصة تتدحرج بالكلام بسبب الغلاء الفاحش ما يعني أن العودة للمدارس تتسبب بتكاليف عالية من قرطاسية و مستلزمات مدرسية بالمقارنة مع الدخل أو الراتب الحقيقي للأهل الذي بات جليا .. إلى درجة أنه لم يعد للفايروس المستجد مكان وأولوية للدهشة في الوقوع فيه..
نضال حسن صاحب إحدى المكتبات في طرطوس قال : لم يكن ينقصنا ابدا في هذه الحرب الشرسة فيروس كورونا حتى نتابع حياتنا اليومية رغم التجاهل الكبير لهذا الوباء من قبل الكثيرين في ظل الظروف الاقتصادية الخانقة ..وما نستطيع فعله الآن هو تأمين المستلزمات رغم الغلاء مع ملاحظة أن أغلب المكتبات قد عجزت بشكل عام عن تأمين كافة المستلزمات ليبقى الخيار للأهالي في تحديد المستلزمات الأساسية فقط بسبب ضعف القدرة الشرائية ..
في الختام ..
يبقى السؤال الأهم هو هل ستتمكن الحكومة الحالية من وضع إجراءات جديدة تساعد في الوقاية من العوز الاقتصادي وبالتالي الوقاية من الأمراض جميعها ..؟!
أم أن القوالب تصنع ميدانا خاصا بالحداثة المبتذلة بعيدا عن التجديد في القول والعمل..؟!