إن كان التعاون السوري الروسي، التجاري والاقتصادي والعلمي والفني، ودعم موسكو لدمشق في إعادة الإعمار، قد أخذ حيزاً كبيراً وهاماً من الاجتماعات مع الوفد الروسي الذي زار سورية، فإن الشراكة الإستراتيجية بين البلدين ورؤيتهما الإستراتيجية في محاربة الإرهاب، كان لهما الصدارة في أروقة تلك الاجتماعات على مدى اليومين الماضيين.
فاستمرار التنسيق السوري الروسي المشترك لمواجهة آثار الحصار الاقتصادي وإرهاب (قيصر) الذي تتعرض له سورية ومواجهة الحرب الإرهابية الظالمة التي تتعرض لها، ومواصلة العمل لاستعادة الدولة السورية سيطرتها على كامل أراضيها كانت العناوين الأبرز والأهم التي أخذت مداها في اللقاء من ناحية، وعلى صدر صفحات الإعلام العالمي لإدراكه أهميتها البالغة في رسم خطوط المستقبل ليس لسورية فحسب بل للمنطقة برمتها.
ولعل أهم معاني اللقاء السوري الروسي الهام أنه أرسل رسائل حاسمة لكل أقطاب منظومة العدوان مفادها أن الحليف الروسي لسورية سيستمر في دعمها سياسياً وعسكرياً، ولن يتخلى عنها مهما ضغطت واشنطن وأدواتها وأتباعها، ومهما مارست من أساليب التهويل والتخويف، ومهما أمعنت في حصارها وعقوباتها الظالمة، وأن موسكو ستواصل وقوفها إلى جانب السوريين كما وقفت معهم خلال سنوات الحرب العدوانية عليهم.
أما الرسالة الأهم في هذه الآونة بالذات فخلاصتها أن موسكو ستحاول بكل جهودها كسر الحصار عن الشعب السوري، لأنه حصار جائر وظالم ويتناقض مع القوانين الدولية والأعراف الإنسانية، وهو ما عبر عنه بكل صراحة الوفد الروسي، مرة على لسان نائب رئيس مجلس الوزراء يوري بوريسوف رئيس الوفد، ومرة على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف.
إذاً هو تأكيد المؤكد في السياستين السورية والروسية، والذي كانت بوصلته الأولى والأخيرة تؤشر إلى محاربة الإرهاب مهما كان الثمن والتضحيات، ومن ثم قطع الطريق على مشاريع منظومة العدوان في المنطقة، والتصدي لمخططاتها المشبوهة التي أرادت من خلال الحرب العدوانية على سورية تنفيذها، وكذلك الوقوف بوجه الحصار الجائر على السوريين.
إنها رسائل بالعمق تستمد حبرها من تضحيات السوريين، وترسم سطورها من الثوابت والمبادئ التي اعتنقوها، والتي لا تقبل المساس بسيادة بلدهم ووحدة أراضيه، رسائل تكرس الدفاع عن الحقوق وترفض سياسات الإرهاب والعدوان رغم أن واشنطن وأدواتها ومرتزقتها ماضون، نشر الفوضى الهدامة وممارسة سياسات الترهيب والحصار.
من نبض الحدث- بقلم مدير التحرير: أحمد حمادة