الثورة اون لاين – لينا ديوب:
يتردد العديد من الأهالي صباح اليوم من إرسال أبنائهم إلى المدارس، بسبب الخوف من كورونا، ملاحظات بعضهم أثناء إنهاء تسجيل أبنائهم تقول أنه لا يوجد تغيير في المدارس من ناحية إجراءات النظافة، كتوفر صنابير مياه أو موظف خاص لمراقبة الحمامات والمغاسل للحفاظ على نظافتها.
تابعنا جميعا الرأي الطبي الذي خرج من جامعة دمشق، ويقترح بتأجيل عودة طلاب الحلقة الأولى من التعليم الأساسي خمسة عشر يوما اصافيا لمراقبة منحى انتشار المرض خلال هذه الفترة، ولأن قرار الافتتاح لا تراجع عنه، والأهالي قلقون، هنا يأتي دورهم ليس بالحرص الشديد على نظافة صغارهم فقط، وانما التوجه إلى المدارس والإنفاق مع إدارة المدرسة لتحسين بيئة المدرسة لتصبح افضل لصحة الطلاب، من ناحية منع اقتراب الاطفال من بعضهم وتبادل الطعام هذا جانب والجانب الآخر اصلاح الحمامات ومراقبة نظافتها وتوفر الصابون فيها.
ربما لا يسمح دخل الكثير من الأهالي بمصاريف إضافية، ودفع أي مبالغ اضافية حتى لو كان مئتي ليرة سيشكل عبئا اضافيا، لكن إظهار الأهل قلقهم على صغارهم واستعدادهم للقيام بدور مع المدرسة، سيدفع إدارات المدارس والتربية، لمزيد من الاهتمام.
تعثرت العملية التعليمية في بلدنا خلال سنوات الحرب، وتراجعت في مرات كثيرة بسبب فقدان عدد كبير من المدارس ومن المعلمين والمعلمات، واليوم نحن بحاجة ماسة لإعادة مسيرتها كما كانت عليه، مثلنا مثل باقي الدول تسبب كورونا بإغلاق المدارس لفترات ليست قصيرة، لكن لسنا كبقية الدول من ناحية التعويض بالتعليم عن بعد، وهنا يصبح تعاون الأهالي مع المدرسة أمرأ ضروريا لوقف التعثر والحد من الفاقد التعليمي، وتخصيص الآباء والأمهات يوميا ومنذ اليوم الأول المدرسة وقتا لتعليم أبنائهم بات أمرا ضروريا .
الاهتمام بالمدرسة مسؤولية الجميع وزارة وكادر تعليمي وأهالي وصحفيين وصحفيات، ومهما كانت الظروف صعبة سواء من ناحية الغلاء أو ضعف الميزانيات أو الفساد الاداري، فيمكن بوجود ولو قلة من المهتمين متابعة العملية التعليمية، وهذا ماعشناه خلال السنوات الماضية، أحيانا تمضي العملية التعليمية على الضمير الحي لقلة من المعلمين والمعلمات.
الخوف من كورونا مشروعا ضروريا، لكن التعاون لمواجهته قابل للتحقق، لضمان عدم اتساع الفاقد التعليمي، والعمل على نهضة مدرستنا من جديد.