عندما يتحوّل الندم إلى عبءٍ نفسي ينهك الروح

الثورة – رزان أحمد:

بين الحين والآخر تعود الذكريات القديمة لتطرق أبواب الوعي، تذكّرنا بلحظاتٍ تمنينا لو تعاملنا معها بشكلٍ مختلف وكلماتٍ كان يمكن ألا تُقال غير أن بعض الأشخاص لا يكتفون باستحضار الذكريات، بل يعيشون فيها مراراً وتكراراً، إلى حدٍّ يجعل تأنيب الضمير يتحوّل من تجربة إنسانية طبيعية إلى حالةٍ مزمنة تؤرق النفس وتعطّل الحاضر.

تقول السيدة منال م وهي موظفة في العقد الرابع من عمرها، مرّت سنوات على وفاة والدتي لكنّ شعور الذنب يرافقني كلما تذكّرت أنني قصّرت في رعايتها بأيامها الأخيرة حتى بعد تأسيس عائلة وعمل ناجح ما زلت أستيقظ أحياناً ليلاً كأن الذنب حدث البارحة، هذه الحالة ليست فريدة إذ كثيرون يعيشون أسرى لأخطاء ماضية أو مواقف لم تُغفر لأنفسهم بعد، فيتحوّل الضمير من صوتٍ موجه نحو الإصلاح، إلى جلّاد داخلي لا يرحم .

متى يصبح الضمير خصماً؟

تشرح الأخصائية النفسية سيرين العوا، في حدثها لصحيفة الثورة، أن تأنيب الضمير شعور صحي في الأصل، لأنه يعكس وجود وعي أخلاقي وحسّ إنساني، لكنه يصبح مرضياً حين يتحوّل إلى “إعادة محاكمة دائمة للنفس دون نهاية”.

موضحة أنه من الطبيعي أن نشعر بالندم عند الخطأ، لكن حين يتكرر الشعور بشكلٍ يومي ويعطل العلاقات والعمل ويولّد القلق، فنحن أمام ما يُعرف بـ(تأنيب الضمير المزمن) الذي ربما يقود إلى الاكتئاب أو اضطراب القلق العام.

 

أما كيف نتحرر من أسر الماضي؟

يرى الباحثون عموماً أن الخطوة الأولى نحو التعافي هي الاعتراف بالخطأ دون الغرق في جلد الذات.

فالضمير نُور يوجّهنا لا سوط يعاقبنا.

وتنصح الخبيرة سيرين العوا بعدة خطوات عملية أهمها التصالح مع الماضي و قبول ما لا يمكن تغييره، والنظر إليه كتجربة تعليمية لا كوصمة.

التعبير والكتابة لتفريغ المشاعر حيث الكتابة تساعد الدماغ على تنظيم الذكريات وتخفيف وطأتها.

أيضاً لابدّ من طلب المسامحة أو تقديمها سواء من الآخرين أو من الذات، فالمسامحة تحرر من القيود العاطفية.

كذلك تنمية المهارات الشخصية وتطوير جوانب القوة من خلال التركيز على العطاء من جلد الذات إلى رعاية الذات، ففي مجتمعاتنا الشرقية، يُربّى كثير من الناس على معايير صارمة من الواجب الأخلاقي والديني، ما يجعل البعض أكثر عرضة للشعور بالذنب المفرط، لكن التوازن هو المفتاح.

الخبيرة العوا ترى أن الضمير الذي يذكّرنا بإنسانيتنا هو نعمة، أما الضمير الذي يجلدنا دون رحمة فهو عبء ولا بد من إعادة تربيته على الرحمة والاتزان.

فما بين الندم الصحي وتأنيب الضمير المرضي شعرة دقيقة، والفارق بينهما أن الأول يقود إلى الإصلاح، أما الثاني فيُبقي صاحبه سجين الماضي.

ما يعني أنّ التحرر من الذكريات المؤلمة لا يعني نسيانها، بل تعلّم كيف نحملها بخفة، لا أن نحملها كأحجار على أكتافنا.

آخر الأخبار
دمشق ترسم معالم حضورها الدولي بثقة وثبات المشاركة السورية بـ"مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض".. خطوة محورية بمعركة الدبلوماسية والاقتصاد زيارة الشرع إلى الرياض.. ترسيخ سوريا الجديدة واستعادة دورها إقليمياً سوريا تطلق عودتها الاقتصادية والسياسية من بوابة مؤتمر"FII 9" بلدية الرفيد تتوعد مخالفي البناء بالإزالة مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار.. فرصة ذهبية سوريا تحتضن عقولها الهندسية في قطر ترميم مبنى بريد منبج لتأمين خدمات متكاملة للأهالي التحول الرقمي محرك الاستثمار للمرحلة القادمة العقارات المسلوبة بين يد القضاء.. ووعود بإنصاف المتضررين الأجهزة الكهربائية في حلب .. بين سباق الأسعار ومعضلة الجودة مشروع الحيدرية في حلب .. انطلاقة جديدة لإعمار الأحياء معلمو إدلب يناشدون الحكومة رفع رواتبهم وتحسين أوضاعهم المعيشية إعادة الإعمار.. استعادة قوة القطاع الزراعي أولوية استراتيجية من "قلعة الأسد" إلى قلعة الدولة.. اللاذقية تكتب فصلها الجديد بالأمن والعدالة مشاركة سوريا في "FII " فرصة لدعم التنمية المستدامة والطاقة سوريا تشارك بالحدث الأهم اقتصادياً واستثمارياً "توربين ريحي" ذكي.. ابتكار سوري جديد "الموارد المائية" في درعا تستعد لفصل الشتاء إدارة ترمب تدفع نحو إلغاء قانون قيصر والمعارضة الإسرائيلية تتصاعد