المتفاجئون اليوم بمواقف دول الخليج يزعمون الصدمة من التقارب والتحابب الإسرائيلي الخليجي! يعرفون جيداً ما يلي:
أولاً – إن كل ما جرى ويجري لا يتعدى كونه كشفاً خجولاً للمستور.. وما خفي كان أعظم..!
ثانياً – إن المخجل أكثر هي ردة الفعل العربية.. ابتداء من ردة الفعل في النظام الرسمي العربي.. ومروراً بردة فعل الشارع العربي.. وحتى ردة الفعل الفلسطينية.. ولا يؤاخذنا أحدٌ، لم تعد الشعارات والادعاءات وحركة بضع مئات في تظاهرة خجولة هنا أو هناك كافية لإقناع العقل بأن ثمة من يرفض وبقوة!!
ثالثاً – إن إعلان عربان الخليج أنهم يبحثون عن الأمان في الحضن الصهيوني.. ليس سقوطاً أبداً .. هنا كانوا.. وهنا قضوا حياتهم ينافقون ويدعون ويدفعون .. يدفعون لتخريب القضية تحت يافطة مساعدتها..
هؤلاء بأموالهم وأفكارهم .. وزهوهم .. وفسقهم .. كانوا كذباً ونفاقاً شركاء في مشروع الوحدة العربية المزعومة.. وفي التضامن العربي الفاشل.. وفي ادعاء العمل المشترك.
فمن أخلص لذلك كله؟؟ من..؟؟
هل ترون في إعلان عربان الخليج وغيرهم قادماً على الطريق.. صدمة أكثر مما فعله العرب كل العرب تحت يافطة الربيع العربي .. ألم يسعَ العربان وجامعتهم المنحوسة لتدمير دول عربية بجيوش أجنبية تحت راية الديمقراطية يرفعها حمد بن جاسم – يا رعاك الله – بصحبة (نبيله) أمين عام جامعة الدول العربية في حينه..؟؟
ألا ترون في ذلك كله ما يوصل إلى هنا؟!
برأيي الشخصي.. هناك فرصة اليوم أن تعود القضية لأصحابها، ورغم ضعفهم وتخبطهم .. فهي قضيتهم .. ولن يدافع عنها غيرهم..
يجب ألا نكذب على منطق التاريخ.. لم تعد ثمة قضية يجتمع العرب عليها اسمها القضية العربية .. أبداً .. فلتكن القضية الفلسطينية وليرفع راياتها الفلسطينيون .. بجرأة .. بصدق .. بمواجهة .. تبدأ من أن يقروا جميعاً أن ليس ثمة انتماء سياسي أو ديني أو قومي .. أو .. أو .. يفوق الانتماء للقضية!!
ذهبنا إلى كامب ديفيد.. ومن بعده إلى مدريد.. ومن خلف الستارة كان العربان يتسابقون .. إلى وادي عربة .. إلى أوسلو .. وفي كل اتجاه للقاء العدو والتصالح .. واليوم يصدمنا أن دولتين خليجيتين تصالحان العدو الصهيوني .. وتسعيان عبره إلى الأمان الأميركي .. واضعين بلدانهم وشعوبهم في فوهة المدفع..
أن نرى هذا ولا نرى ذاك.. أليس هو الكذب على منطق التاريخ؟؟!!
معاً على الطريق – أسعد عبود