هو ضرب من ضروب الحماقة السياسية ليس إلا، وإن كان هذه المرة بلسان رسمي هولندي، والذي ارتضى لنفسه أن يتحدث بشكل أو بآخر عما يعتمل في نفوس محركه الأميركي وأدواته الفاشية من أحقاد وأطماع وعدوان.
وإلا ما معنى أن يتحدث النظام الهولندي كجزء من الغرب الموغل بدعم وتمويل وشحن الإرهابيين إلى سورية عن حقوق الإنسان في سورية؟!، ومتى كان فاقد العدالة والإنسانية يعطيها لغيره أو يشعر بها حقاً؟! أوليس هذا النظام من كان على الدوام يدفع للإرهابيين المرتزقة ليقتلوا السوريين، ويستبيحوا بيوتهم وأراضيهم، ويهجروهم من وطنهم؟!، أو لم يعترف وزير خارجية النظام الهولندي المدعو ستيف بلوك بقيام إدارة نظامه المتآمر بدعم وتمويل تنظيمات مسلحة في سورية تصنفها النيابة العامة الهولندية على أنها تنظيمات إرهابية؟!، أو ليس هذا النظام مسؤول عن معاناة السوريين والجرائم الإرهابية التي تستهدفهم في عقر دارهم؟!، وبالتالي على ماذا يراهن هذا النظام المارق؟!، على محكمة مسيسة ومأمورة سلفاً بما ستصدره من قرارات؟!، أم على نفوس مريضة، وضمائر تباع وتشترى في مزادات الإجرام الأميركية؟!.
المؤكد أن هذا الإجراء الهولندي التصعيدي ما هو إلا محاولة يائسة لاسترضاء نظام الإرهاب الأميركي العابر للقارات، ويأتي ترجمة لإيعازات واشنطن لا أكثر ولا أقل، باعتبار أن الهولندي لا يعدو عن كونه دمية على مسرح العرائس الهوليودي، يحركه نظام قطاع الطرق في واشنطن كيفما شاء، وفي التوقيت الذي يتوهم أنه مناسباً.
إدارة العنصرية الأميركية حاولت أن ترهب السوريين وتدفعهم إلى الرضوخ لإملاءاتها الانهزامية، وراهنت على عدة أوراق بدءاً من الاستثمار بالإرهابيين إلى تعويمهم وإلباسهم لبوس المعارضة المعتدلة، مروراً بسوق التهم والأكاذيب الكيماوية، وسرقة النفط والغاز والآثار وحرق المحاصيل الزراعية، وصولاً إلى ” قيصرها” الإرهابي، وفي كل مرة كانت تعود بخفي حنين، وهاهي اليوم تجرب عضلاتها المتورمة سموماً سياسية عبر النافذة الهولندية المهشمة سلفاً، وستعود أيضاً بخفي حنين.
حدث وتعليق- ريم صالح