نظرة سريعة لما يجري في حياتنا اليومية سنشعر بأن الأشياء قد فقدت تدريجياً طعمها، روحها، جمالها.. وكأن ما كنا ننتظره بات يسقط من بين أيدينا في حياة تفقد بساطتها.
لاشك أن تفاصيل حياتنا لم تعد كما كانت، ففي زمن مضى كنا نفرح بأشياء بسيطة، نختبر جماليات الحياة بكل ما فيها، بعفوية وتلقائية، لكنها الآن تزداد تعقيداً، في وقت نبحث فيه عن كل ما يفرحنا، بصبر طويل.
في زمن ليس بعيداً جداً، كانت العائلات تجتمع لتتحدث عن تفاصيل حياتها وتتابع مسلسلات قريبة منها ومن حياتها، بينما الآن صرنا نحاكي العالم الافتراضي الذي لا طعم له، بات يحكم علاقاتنا مع عائلاتنا ومع الآخرين، لنصبح معزولين عن بعضنا البعض دون أن نشعر بذلك.
كانت حياتنا بسيطة.. تحكمنا قيمنا وعاداتنا، لم نكن نسعى إلى توثيق كل لحظاتنا إلكترونياً، ولم نكن “نتسابق” على عرض بطولاتنا أو إيذاء غيرنا، وتشويه سمعته على صفحات التواصل الاجتماعي.
اليوم على الرغم مما حصل ويحصل عندما نرى مشاهد ثقافية تمر في حياتنا نشعر بأن ثمة أملاً قادماً للأجيال القادمة، معرض هنا، ومسرحية هناك، وورشات عمل للأطفال، أمسية موسيقية تغذي الروح …الخ، تلك المشاهد وحدها التي باستطاعتها أن تعيدنا إلى الزمن الجميل بكل ما فيه.. ووحدها التي تشعرنا بأن القادم أفضل.
هذا هو عالمنا الجديد الذي يحمل سلبيات أكثر من الايجابيات، ولكننا في المحصلة نحن أصحاب القرار في دعم وتشجيع أولادنا وأجيالنا القادمة لكي يتجهوا إلى القراءة والمشاركة في حفلات ثقاقية وفنية.. فبذلك وحده نصنع جيلاً حقيقياً مسلحاً بالعلم والمعرفة والفنون…
رؤية- عمار النعمة