الثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد:
بعد الحرب العالمية الأولى أعاد استعمار حقبة ما قبل الحرب توطين نفسه في الشرق الأوسط بعد تفكيك الدولة العثمانية، راغباً في الاحتفاظ “بالمجد” الإمبراطوري والسيطرة على المنطقة العربية، وعلى ثرواتها المكتشفة حديثًا من النفط.
وكي يخدع الغرب العرب كان هناك العديد من الوعود المختلفة التي قدمتها تلك الدول الاستعمارية لهم مثل الاستقلال، لكنها وقعت فيما بينها على اتفاقية (سايكس بيكو) التي قسمت مناطق العرب بين القوى الأوروبية، وطرحت بريطانيا (وعد بلفور) لتسهيل قيام (إسرائيل).
بالنسبة للعرب كانت الآمال والوعود التي قطعها لهم البريطانيون بأن تكون لهم دولهم المستقلة وتطبيق المثل العليا لويلسون كبيرة، مثل دعوته إلى أن يكون للسكان الوطنيين صوتهم في تحديد حكمهم، لكن الواقع كان يشي بعكس ذلك، حيث نجحت الرغبات الاستعمارية الغربية في ردع أي استقلال للدول العربية.
كانت هناك العديد من العوامل لترسيخ هذا الواقع المزري، وأشير هنا إلى أن أكبرها كانت الرغبات الإمبراطورية للمستعمرين الأوروبيين، وبالنسبة لسورية على وجه الخصوص، تتحمل فرنسا المسؤولية الأكبر، فبعد الحرب، وبعد طرد القوات العثمانية، أنشأ العديد من الممثلين العرب لجانهم الخاصة، وباختصار حقق السكان في سورية إنجازًا رائعًا هو إعلان الاستقلال ودستور يمكن أن يكون بمثابة دليل حتى للحكومات الغربية المعاصرة، لكن فرنسا وأدت ذلك بانتدابها سورية.
وسرعان ما أقام الفرنسيون وجودهم بناءً على اتفاقية (سايكس بيكو)، وقوض الاستعمار الفرنسي أي أساس لازدهار الديمقراطية الليبرالية العربية مرة أخرى، وجاء استخدامهم للمادة 22 من عصبة الأمم الجديدة “كفرض بالقوة للحكم الفرنسي المباشر.
أما البريطانيون فاستمروا في احتلال الجزء الجنوبي من سورية الطبيعية، أراضي فلسطين، وطالبوا بالانتداب ظاهريًا حتى يتمكن الفلسطينيون من حكم أنفسهم، لكن الحقيقة المؤلمة كانت السماح “بالوطن اليهودي” الموعود، وتأمين الوصول إلى النفط العربي وإيران والهند.
لقد خسر الليبراليون الغربيون أمام منافسيهم الاستعماريين، وهذا يشكل جزءًا كبيرًا من قصة هذه الفرصة العربية الضائعة (المسروقة) للحرية والديمقراطية والاستقلال، وكانت الهزيمة عسكرية وسياسية على حد سواء، كما تم تحميلها للقيادة العربية حيث لم يكن لديها الوقت لاكتساب الخبرة اللازمة لمكافحة الأساليب الماكرة لدبلوماسيي أوروبا الإمبرياليين.
أخيراً لقد أدى الجهاز القمعي في فرنسا ورعاية النخبة المعادية للديمقراطية إلى رفع عوائق جديدة أمام السياسة الديمقراطية، ونشأت بذور الديكتاتورية والإسلاموية المناهضة للليبرالية.
بقلم إليزابيث طومسون / مراجعة جون واتربي