الثورة – إيمان زرزور:
انطلقت في مختلف المحافظات السورية امتحانات الشهادة الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي، إلى جانب امتحانات الثانوية الشرعية، في دورة عام 2025، بمشاركة أكثر من 344 ألف طالب وطالبة موزعين على أكثر من 1500 مركز امتحاني.
ويمثّل هذا الحدث السنوي منعطفاً حاسماً في مسيرة الطلاب السوريين التعليمية، إذ يُعدّ اجتياز امتحانات الثانوية العامة الخطوة الفاصلة نحو تحديد مستقبلهم الجامعي، واختيار التخصصات التي ستشكّل مسارهم المهني لاحقاً.
وفق تصريح مدير عام الامتحانات في وزارة التربية والتعليم، محمود حبوب، بلغ عدد المتقدمين في الفرع العلمي 218,273 طالباً، وفي الفرع الأدبي 124,155 طالباً، فيما تقدم 2,154 طالباً لامتحانات الثانوية الشرعية، ما يعكس استمرارية إقبال الشباب السوري على التعليم رغم التحديات.
وأكدت الوزارة أنها استكملت الاستعدادات اللازمة لضمان حسن سير العملية الامتحانية، من خلال تجهيز القاعات وتأمين الكوادر والمراقبين، وتوفير الظروف الملائمة في ظل ارتفاع درجات الحرارة، والوضع الخدمي المتفاوت بين المحافظات.
تُعدّ الثانوية العامة في سوريا أكثر من مجرد امتحان، فهي بوابة رئيسية إلى التعليم العالي، وهي المرحلة التي يترتب عليها دخول الطلاب إلى كليات الطب والهندسة والعلوم والآداب والشريعة وغيرها، بحسب المعدلات النهائية التي سيحققونها. لذلك، يعيش عشرات الآلاف من الطلاب وذويهم حالة من الترقب والضغط النفسي، وسط آمال كبيرة بتحقيق نتائج تفتح الأبواب نحو المستقبل.
رغم مرور سوريا بسنوات من الحرب، لم تتوقف العملية التعليمية، وإن كانت قد شهدت تفاوتات في مستوياتها من منطقة إلى أخرى، وتُعدّ هذه الدورة من الامتحانات إحدى الدورات الأكبر بعد مرحلة ما بعد الحرب وسقوط نظام الأسد، إذ تشهد عودة آلاف الطلاب من مناطق التهجير إلى مقاعد الدراسة، وبدء تعافي نسبي في البنية التعليمية في بعض المناطق.
ويُنظر إلى هذا الامتحان على أنه مؤشر على قدرة المؤسسات التعليمية على استعادة دورها، وعلى تصميم جيل كامل من السوريين على مواصلة تعليمهم رغم الصعوبات.
يضع الطلاب آمالاً كبيرة على هذه المرحلة، خاصة في ظل تضييق فرص العمل، وتحول الشهادة الجامعية إلى وسيلة لضمان مستقبل أكثر استقراراً، ويعبّر كثيرون عن رغبتهم في متابعة دراستهم في مجالات حيوية مثل الطب، هندسة البرمجيات، الحقوق، والاقتصاد، وسط تنافس شديد على المقاعد الجامعية ذات المعدلات المرتفعة.
مع انطلاق امتحانات الشهادة الثانوية، تعود الحياة إلى قاعات المدارس، ويبدأ سباق الأمل بالنسبة لآلاف العائلات السورية، فبين الورقة والقلم، يُرسم مصير، وتُصاغ طموحات جديدة، على أمل أن يحمل العام الدراسي المقبل خريطة جديدة من الفرص، لجيل لم يفقد إيمانه بالتعليم رغم كل ما مر به من أزمات.